الحدث النادر والهزيمة غير المســبوقة
السياسية : تقرير || صادق سريع*
بات حدث إغلاق ميناء أم الرشراش "الإسرائيلي" بشكل نهائي بضربات القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة، في أولويات اهتمامات منصات الإعلام العالمية، في ظل سيطرة صنعاء على البحر الأحمر بعد معارك بحرية غير متكافئة أمام أقوى عمالقة بحريات العالم، على رأسها أمريكا وأوروبا، اللاتي فشلتا في مهمة إسناد "إسرائيل".
واعتبرت صحيفة "التايم" الإيرلندية، إغلاق ميناء أم الرشراش "الإسرائيلي" المحتل بشكل كلي انتصاراً ونجاحاً واضحاً للقوات المسلحة اليمنية، وهزيمة نادرة وغير مسبوقة لـ"إسرائيل".
وأكدت رفض مالكي الشركات والسفن التجارية البحرية العالمية لعروض الحماية المغرية التي تقدمها "إسرائيل" لإقناعهم بالإبحار عبر طريق البحر الأحمر، الذي لا يزال - برأيهم - محفوفاً بالمخاطر وخطر اليمن الذي لا يزال حاضراً بقوة.
وأشارت إلى فشل المحاولات الإنقاذية لحكومة الكيان لإنقاذ الميناء المحتل من الإفلاس عبر منح طارئة بقيمة 4 ملايين دولار، آخرها في يونيو الفائت، التي لم تكن كافية لتسديد ديون تزيد عن 8.5 ملايين دولار.
وبحسب "التايم"، يشكّل ميناء أم الرشراش المحتل الشريان الإستراتيجي والحيوي والبوابة الجنوبية لـ"إسرائيل" إلى قارة آسيا، ويُعتبر جزءاً من البنية الأمنية والعسكرية والبحرية "الإسرائيلية"، بنسبة تزيد عن أكثر من 7 بالمائة من حجم التجارة البحرية.
والشهر الفائت، أعلنت هيئة الموانئ والملاحة الإسرائيلية، توقف ميناء أم الرشراش بشكل كلي بعد إفلاسه وتراكم الديون عليه، بفعل ضربات الصواريخ والمسيّرات اليمنية.
معركة الإسناد مستمرة
تواصل القوات المسلحة اليمنية فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، مع استمرار الحصار البحري في البحر الأحمر على سفنها والمرتبطة بها، وقد أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: روبيمار في 18 فبراير 2024، توتور في 12 يونيو 2024، ماجيك سيز في 8 يوليو 2025، إيترنيتي سي في 9 يوليو 2025.
وأعلنت، الثلاثاء، 5 أغسطس 2025، استهداف مطار اللد بيافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي "فلسطين 2"، رداً على جرائم الإبادة والتجويع التي يرتكبها العدو "الإسرائيلي" بحق سكان قطاع غزة.
والأحد، استهدفت بثلاث طائرات مسيّرة، ثلاثة أهداف بيافا وعسقلان المحتلتين، وميناء حيفا المحتل، مؤكدة استمرارها في واجباتها الدينية، والأخلاقية، والإنسانية نصرةً للشعب الفلسطيني، والمسجد الأقصى، وغزة، وأهلها الذين يتعرضون للقتل والتجويع بالعدوان والحصار.
وكان اليمن قد أعلن في نوفمبر 2023، معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، لإسناد غزة ضد العدوان الصهيوني، وفرضت قواته المسلحة حصاراً بحرياً على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها، في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
اختبار الردع الهش
في سياق الحدث، أكدت منصة "قائمة لويدز" البحرية، مطلع الأسبوع الجاري، أن اليمن بات لاعباً مؤثراً في الصراع العالمي، ليس فقط عسكرياً، بل إعلامياً وإستراتيجياً، لدعم وإيصال صوت فلسطين إلى العالم، وفضح جرائم "إسرائيل" التي ترتكبها بحق سكان غزة.
واعتبرت إعلان صنعاء الأخير استهداف كل جنسيات الشركات والسفن التي ترتبط بموانئ "إسرائيل"، خطوة تصعيدية جديدة ضمن إستراتيجية الردع الشامل، سببت حالة من القلق في أوساط شركات الشحن والتأمين البحرية.
وفي 27 يوليو الفائت، بدأت القوات المسلحة اليمنية تصعيد عملياتها الإسنادية لغزة، تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على "إسرائيل"، باستهداف كافة الشركات والسفن التي تربطها أي علاقة بموانئ الكيان، وبأي جنسية، وفي أي منطقة تطالها أسلحتها.
وأشارت "لويدز" إلى عجز الردع لقوات بحريات أمريكا وبريطانيا وأوروبا في وقف الهجمات اليمنية، بعد مرور أكثر من عام ونصف على بدء التصعيد البحري في البحر الأحمر.
التأكيد الصريح لـ"لويدز"، وهي منصة رقمية بريطانية تأسست عام 1734 كنشرة بحرية، وقد أصبحت مزوداً عالمياً للأخبار وبيانات حركة السفن ومواقعها، والخدمات الاستشارية، والسلامة، وتحليلات الأسواق البحرية في العالم، يقول: "إن قوة الردع البحري اليمني نجحت في تعطيل أحد أهم الموانئ الإسرائيلية، ميناء أم الرشراش، وقد أحدثت شللاً فعلياً في خطوط الإمداد وسلاسل التوريد البحرية".
يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية استهدفت في معركة الإسناد لغزة - بفضل الله وتأييده - بـ430 عملية عسكرية، أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، وأطلقت أكثر من 1,250 صاروخاً ومسيّرة إلى عمق الكيان.

