السياسية - وكالات:

وصلت أسعار المعدن الأصفر مؤخرًا الى مستويات قياسية غير مسبوقة، بعدما اجتازا عتبة الـ 3400 دولارًا للأونصة الواحدة.

أوضاع السوق العالمية، انعكست على لبنان، فصار الذهب وسيلة "لتخبئة القرش الأبيض لليوم الأسود". موقع "العهد" الإخباري أطلّ على سوق الذهب، ليقف كيفية تفاعله مع ارتفاع الأسعار، ليتبيّن أن الذهب بات بالنسبة لكثير من اللبنانيين ملاذًا آمنًا، وعليه سُجّل تهافت غير مسبوق على شرائه.

صاحب محل "ألماسة" للمجوهرات الحاج أبو أحمد جابر، يؤكد لموقعنا أن هناك ارتفاعًا كبيرًا في شراء الذهب والفضة، وسبب الانتقال إلى المعادن على حساب العملات الورقية عند الناس هو البحث عن ملاذ آمن في ظل ما تشهده الساحتان العالمية والمحلية من تقلُّبات في الأسواق المالية.

بحسب الخبير المالي والاقتصادي الدكتور عماد عكوش، قفزة الذهب التاريخية مرتبطة بحالة عدم اليقين الاقتصادي التي يعيشها السوق العالمي، والطلب القوي من البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، والتي دأبت على تعزيز حيازتها من الملاذ الآمن لعوامل مختلفة.

يقول عكوش لموقع "العهد" الإخباري، إن أحد أسباب ارتفاع أسعار المعدن النفيس أيضًا زيادة الطلب عليه، سواء من قبل البنوك المركزية أو الشركات أو الأفراد، كمخزن قيمة وملاذًا آمنًا في فترات الاضطرابات الاقتصادية وحالة اللايقين التي تفرض نفسها، بالتالي بات عرض الذهب محدودًا مقارنة بالطلب عليه من المصارف المركزية، وحتى من الأفراد أنفسهم على مستوى العالم.

ووفقًا لعكوش، يظهر الذهب كأحد المعادن الرئيسية الذي يشكل ركيزة أساسية في صناعات متعددة بسبب خصائصه الفريدة التي تجعله مناسبًا للاستخدام في عدة مجالات مثل الطب والفضاء والإلكترونيات، والطاقة الشمسية، فالذهب يمتاز بتوصيل كهربائي عالٍ مما يجعله مثاليًا للاستخدام في الموصلات والأسلاك الكهربائية، فهو يسمح بتدفق كهربائي سلس وفعّال، بالإضافة لمقاومته للتآكل التي تجعله خيارًا مستدامًا للاستخدام الكهربائي سواء في الأماكن التي تتطلب تيارات عالية أو تيارات منخفضة، فهو يضمن استمرارية الاتصال بجودة عالية. وتفسر هذه الاستخدامات المتعددة للذهب اليوم زيادة الطلب العالمي عليه، وبالتالي ارتفاع قيمته.

وجاءت القفزة أيضًا بعدما زاد الضعف الذي يعتري الدولار الأميركي، وبلوغ إجمالي الدين المحلي المستحق على الولايات المتحدة 31.4 تريليون دولار، وهو رقم يعادل 125 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، إلى جانب تخبطات السوق الأميركي، وسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يحاول خفض العجز بالموزانة الأميركية، بحسب عكوش، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب، والتي خلقت عوائق اقتصادية، مما يعني انخفاض أسعار أسهم الشركات بالدرجة الأولى، إذ سينخفض الاستهلاك، وترتفع أسعار المنتجات، وتنخفض مبيعات الشركات، وعندما تنخفض الإيرادات، تتراجع أسعار الأسهم، لأنها مرتبطة بحجم المبيعات في الأسواق العالمية، فينخفض الطلب على الأسهم والمؤشرات، فيتجه الأفراد والشركات لشراء ”الملاذ الآمن”.

ويعتقد عكوش بأنه ما يزال هناك مجال كبير لارتفاع أسعار الذهب في الأشهر المقبلة في ظل استمرار حالة عدم اليقين حول العالم.

الاستثمار في الفضة

وحول التوجه لشراء الفضة في الوقت الراهن، يؤكد عكوش أنه لطالما جذبت الفضة انتباه المستثمرين، فاستخدامات الفضة عديدة في صناعة الخلايا الشمسية لأنه الأسرع بنقل الكهروضوئية، والأدوية واللوازم الطبية، والأجهزة الإلكترونية، وغيرها.

ويرى عكوش أن الفضة استثمار جيّد حاليًا، وسط العجز بين العرض والطلب، إذ ممكن أن يصل سعر أونصة الفضة إلى 44 دولارًا، بنهاية العام 2025، لأنه أحد الملاذات الأمنة، ومخاطر الاستثمار في الفضة أقل من الذهب، فيلجأ المستثمرون إليه.