السياسية - وكالات :

عكس إعلام العدو خيبة الكيان الصهيوني جراء مشهد اللقاء الذي جمع أمس الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

إعلام العدو وصف الاجتماع بالفاشل الذي لم يفضِ الى نتيجة مرضية بالنسبة "للاسرائيليين". مراسل الشؤون الدبلوماسية في موقع "والا" باراك رابيد تحدّث بإسهاب عن لقاء الرجليْن، ورأى أنه "أكثر الاجتماعات فشلًا لنتنياهو مع دونالد ترامب على الإطلاق"، وقال "نتنياهو وجد نفسه في المكتب البيضاوي، في موقف لم يكن يتوقعه. وإذا استعرنا من عالم "البيسبول"، فقد ألقى ترامب كرات سياسية، أمنية واقتصادية معقّدة باتجاه نتنياهو، لكنه فشل في الرد عليها واحدة تلو الأخرى".

وتابع "أمام رؤساء أميركيين سابقين، كان نتنياهو يردّ بقوة، بل ويهاجم أحيانًا. أما أمس، فجلس أمام عدسات الكاميرات، مبتسمًا وصامتًا، متلقيًا الضربات دون رد. كانت اللحظة مُحرجة، وربما مُهينة لنتنياهو، وكشفت عن ضعفه السياسي، وعدم قدرته على التأثير في سياسات ترامب، واعتماده الكامل عليه. ربما بدت الأمور مختلفة خلال الغداء واللقاء المغلق بين الرجليْن، لكن أمام الكاميرات، بدا نتنياهو مجرد خلفية في عرض قدمه ترامب. فطوال أكثر من نصف ساعة، أجاب ترامب على الأسئلة بينما بقي ضيفه صامتًا، كما لو أنه مزهرية، على حد تعبير نتنياهو في مقطع شهير سابق".

وأردف "نتنياهو تفاخر بكونه أول زعيم تتم دعوته للبيت الأبيض بعد إعلان ترامب عن حربه التجارية وفرض رسوم جمركية على 60 دولة، بينها إسرائيل، وكان يأمل في أن يعود من واشنطن بإنجاز يتمثل بإلغاء تلك الرسوم أو على الأقل تقليلها، لكنه خرج من المكتب البيضاوي خالي الوفاض. أمام الكاميرات، وعد نتنياهو ترامب بـ"القضاء على العجز التجاري مع الولايات المتحدة"، وهي وعود مشكوك في قدرة "إسرائيل" على تحقيقها. ترامب لم يبدُ متأثرًا. وعندما سُئل عن إلغاء الرسوم على "إسرائيل"، سخر من الأمر بالإشارة إلى المساعدات العسكرية التي تمنحها بلاده لإسرائيل: "نحن نقدم لـ"إسرائيل" أربعة مليارات دولار سنويًا. هذا كثير. بالمناسبة – مبروك. ليس سيئًا"، قالها موجّهًا الكلام لنتنياهو".

وبحسب رابيد، إن كانت مفاجأة ترامب في مؤتمره الصحفي السابق مع نتنياهو في شباط/فبراير قد تمثلت في خطته الطموحة "الريفييرا في غزة"، فإن المفاجأة هذه المرة كانت بإعلانه عن بدء مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران. ففي شباط/فبراير، خرج نتنياهو من اللقاء مبتسمًا ومبتهجًا لأيام. أمّا هذه المرة، فقد بدا عليه الإحباط فور إعلان ترامب عن المحادثات مع إيران، ورفضه الالتزام بضربة عسكرية في حال فشل المسار الدبلوماسي. لا حاجة لتخيّل رد فعل نتنياهو لو كان إلى جانبه رئيس أميركي غير ترامب. تكفي نظرة سريعة إلى الأرشيف لتذكّر خطبته الشهيرة في وجه أوباما بالمكتب البيضاوي، أو خطابه في الكونغرس ضد الاتفاق النووي. أما أمس، فقد بدا وكأنه ابتلع لسانه، واكتفى بتمتمة كلمات عامة عن ضرورة اتفاق يزيل البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كما حدث في ليبيا.

وخلص الى أنه حتى بعد انتهاء اللقاء، ما يزال من غير الواضح سبب انعقاده أصلًا. للوهلة الأولى، يبدو اللقاء كفشل ذريع. وإذا لم تتضح خلال الأيام المقبلة تفاصيل جديدة تُضيء الحدث من زاوية مختلفة، فإن النتيجة ستكون أن نتنياهو – ومعه "إسرائيل" – لم يحقّقا شيئًا من هذه الزيارة.

عاد خالي الوفاض
بدوره، قال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار آيخنر إن التصريحات التي أدلى بها ترامب ونتنياهو كشفت أن السبب الحقيقي وراء استدعاء نتنياهو على وجه السرعة إلى المكتب البيضاوي لم يكن موضوع الرسوم الجمركية كما ظن الكثيرون، بل بدء المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.

وأشار الى أن ترامب أراد إبلاغ نتنياهو شخصيًا، على انفراد، بأنه ينوي الدخول في مفاوضات مباشرة وعلى أعلى مستوى مع إيران. وكان من المهم للرئيس الأمريكي أن يُعلِم نتنياهو بذلك ليس فقط كي لا تُفاجأ "إسرائيل"، بل أيضًا كي لا تعرقل هذه المفاوضات، أو حتى تبادر لهجوم عسكري ضد إيران، ولفت الى أن الإجابة التي تلقاها نتنياهو بشأن الرسوم الجمركية بنسبة 17% التي فرضها ترامب على "إسرائيل" كانت مؤلمة بل ومُهينة إلى حد ما. فقد حضر نتنياهو إلى واشنطن بشكل عاجل مباشرة من زيارته إلى المجر، وعاد عمليًا دون أن يحصل على شيء.

وتابع "بدء الاتصالات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران لم يكن شيئًا يحب نتنياهو سماعه. حتى الآن، كانت إيران ترفض التفاوض مع الولايات المتحدة بسبب انعدام الثقة في ترامب".