‏️كيان الأسدي*

‏لو ألقينا نظرة سريعة على ما مرّ به اليمن العزيز، وكيف تنامت قدراته رغم المحن، لوجدنا أن الركيزة الأساسية التي ينطلق منها شعبه هي الإيمان. وكما قال عنه رسول الله (ص): "الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية"، وهو ما مكّنه من الصمود أمام تحالف يضم أكثر من 14 دولة، مدجج بأحدث الأسلحة والدعم الغربي غير المحدود.

‏ورغم الجوع والحصار، استطاع اليمن أن يطور قدراته الصاروخية وطيرانه المسيّر، ليظل شامخًا كجباله، صامدًا حتى أكلوا التراب وما باعوا عزّتهم. إنها قدرة هائلة على الثبات، لا يملكها إلا من امتلأ قلبه بالإيمان الخالص وابتغى رضى الله، وهذا ما رسّخه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في عقول أتباعه، حتى صار الإيمان نهجًا وسلوكًا.

‏وفي طوفان الأقصى، أثبت اليمن للعالم أنه لا يخشى إلا الله، ولا يرجو إلا أداء تكليفه في نصرة المظلومين، متجاهلًا تهديدات قوى الشر العالمي، ومضى في فرض حصاره على السفن الإسرائيلية ومن يدعمها، بقوة الحديد والنار، رغم التحالف الدولي الساعي لكسره.

‏الإدارة الأمريكية تدرك تمامًا أنه لا حلّ مع اليمن، فكلما رتقت جانبًا، انفتق آخر، وليس لليمن ما يخشاه. لا يرهب القصف، فقد اعتاده لـ9 سنوات، ولم تعد الصواريخ والطائرات تشكّل فارقًا. من عليه أن يخاف هو الأمريكي وأدواته في المنطقة، فاليمن إذا قال فعل، وقواعد أمريكا ليست عنه ببعيدة، وهذا ما ترتجف منه أنظمة الخليج، حتى سارع ترامب إلى تطمينهم بأنه سيحميهم.

‏وقد جاء في تصريح سابق للرئيس الأمريكي جو بايدن: “الحوثيون لن يوقفوا هجماتهم حتى يتم حل القضية الفلسطينية”، وهو ما يعكس إدراك واشنطن لصعوبة الحل العسكري وحده.

‏أما ترامب، فقد قالها بصراحة في تصريح شهير عام 2019: "لولا حمايتنا، لن تبقى السعودية أكثر من أسبوعين"، وهو اعتراف مباشر بحقيقة الارتهان الكامل للحماية الأمريكية، والخوف المستمر من أي تهديد إقليمي.

‏لكن إن اتخذ اليمني قراره، فلن يستطيع ترامب ولا غيره حماية من اعتدى وساعد، بل سينشغل بحماية نفسه. أما العبودية والخنوع، فلا يقودان إلا إلى التهلكة.

‏فمن يجرؤ من العربان أن يقول لترامب: كفى؟!

*المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب