المجاهد خليل الحية يزأر من طهران لرفع صوت المقاومة لتحرير كامل تراب فلسطين
السياسية || ٲ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور*
استمع الرأي العام الإسلامي والعربي والدولي للخطاب السياسي التاريخي المقاوم الذي وجهه أحد انبل الشرفاء من قادة الحركة الاسلامية الفلسطينية "حماس" المجاهد / خليل الحيّة من طهران عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية، وقال ما مضمونه بإن معركة "طوفان الأقصى" المبارك قد اختلط فيه دماء الشهداء الاحرار من أمتنا الاسلامية الحرة المقاومة، دماء الشهداء من فلسطين، والعراق، ولبنان، واليمن، وايران.
أعلنها بشموخ عال من أحد الساحات وامام حشود من الملايين الإيرانيين المحتفلين بالذكرى السنوية للثورة الإيرانية العظيمة بقيادة مرشد الثورة الاسلامية الامام المجاهد / آية الله الخميني رحمة الله عليه.
هذه شهادة عظيمة من مجاهد بطل أطلقها من أرض حرة بطلة مقاومة، تعتز بها الامة الإسلامية كلها من جاكرتا عاصمة إندونيسيا شرقاً وحتى كازابلانكا العاصمة التجارية للمملكة المغربية غرباً، كما قد أعلنها في وقت سابق الشهيد القائد المجاهد إسماعيل هنيه وكذلك الشهيد المجاهد البطل / يحيي السنوار رحمة الله على جميع شهداء الامة العربية والإسلامية جمعا.
السؤال الكبير وربما هذا السؤال يتحول إلى ادانة دامغة موجهة ضد حكام الدول العربية الاسلامية ومعهم علمائهم ومثقفيهم وصحافييهم وكتابهم وعسسهم جميعاً من الأمتين الكبيرتين دون استثناء، أين انتم يا هؤلاء القوم طيلة 15 شهر في معركة "طوفان الأقصى" المبارك؟، أين تضامنكم الفعلي ؟ أين مشاركتكم المباشرة في تلك المعركة التي كانت هي المعركة الفاصلة والحاسمة بين الحق الفلسطيني الواضح البين، وبين الباطل اليهودي الصهيوني الإسرائيلي البواح؟، ماذا ستقولون للأجيال القادمة عن مواقفكم المتخاذلة والمترددة والهزيلة، وهنا نقصد بإشارتنا للدول العربية والإسلامية القادرة الغنية الثرية والمدججة بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية.
المؤكد في الأمر بان حكام تلك الدول العربية والإسلامية كانت تشاهد ليل نهار، وعبر القنوات التلفزيونية المقاومة والجهادية مثال، قناة الميادين واليمن والعالم والمسيرة واليمن اليوم من صنعاء، وحتى القنوات الأجنبية مثال RT الروسية، والـ BBC البريطانية ، فرنسا 24، وقناة الجزيرة القطرية التي تنقل أخبار مجاهدي المقاومة الفلسطينية وأخبار بطولات جيش العدو الإسرائيلي الصهيوني في ذات الوقت كي توازن بحيادية إعلامية نسبية، وغيرها من وسائل الإعلام والشبكات والمواقع الإلكترونية التي اصبحت تملئ بها فضائنا العام، كل تلك القنوات والمنصات تنقل وبشكل حي ومباشر جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق أهلنا الفلسطينيين في قطاع غزه، تنقل تلك القنوات الفضائية وبشكل مباشر معاناة وألام ودموع الأطفال والنساء والشيوخ، جراء اجرام العصابات الصهيونية بحق اهلنا الفلسطينيين.
ألا ينطبق على كل فرد عربي ومسلم لم يشعر بوخز الضمير ولا بالرعب والخوف والزلزال النفسي لكيانه الإنساني تجاه ما حدث من إجرام صهيوني إسرائيلي تجاه أهلنا الفلسطينيين لأزيد من عام وثلاثة اشهر ونيف، هل بقيت في هؤلاء القادة العرب والمسلمين وبقية البشرية من بقايا أخلاق إنسانية ومسحة دينية وعروبية وهم يشاهدون كل تلك المشاهد المروعة لجرائم الصهاينة ! ! ! .
بعد خسارة الفلسطينيين الاحرار لقرابة سبعين ألف شهيد و شهيدة ومفقود وأزيد من 110 الف جريح وجريحة جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ من كبار السن، وتدمير ما يزيد عن ستين 60 % من البنية التحتية لقطاع غزه، بعد كل تلك الجرائم، ولازال جميع الحكام العرب المطبعين بمن فيهم السلطة اللا وطنية الفلسطينية في رام الله وأريحا والضفة الغربية لازالت تنسق امنياً ضد المقاومة الفلسطينية المجاهدة، ولازال القادة العرب المطبعين يرفعون أعلام ورايات الكيان الإسرائيلي اليهودي الصهيوني في عواصم دولهم المطبعة، ولازالت العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية العربية المطبعة قائمة وكان شيء لم يحدث .
انه عار أسود وخزي أزلي سيبقى يلطخ وجوه هؤلاء الحكام العرب الجبناء والمثقفين العربان المنخفضة إنسانيتهم وعروبتهم ودينهم إلى يوم الدين، والله انه عار وخزي ما بعده خزي وعار سيسجله التاريخ بأحرف من الذلة والمهانة والهوان والسقوط الاخلاقي، وستتحدث عنا الامم الاجنبية بالشماتة والازدراء في قادم الايام.
لقد حاصر الصهاينة الإسرائيليين أهلنا الفلسطينيين في قطاع غزه لأزيد من عام وثلاثة اشهر، كما حاصر الحكام العرب أهلنا في القطاع، لقد حاصروهم من الغذاء والدواء والملبس وحتى الخيام كون منازلهم قد دمرها العدو الإسرائيلي، لكن وللعجب العجاب قد سمح حكام مشيخة الإمارات العربية ومملكة البحرين والمملكة السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية جميعهم سهلوا للعدو الإسرائيلي نقل البضائع والإمدادات الغذائية الطازجة والجافة عبر الطريق البري الصحراوي (العروبي) لتوصيل البضيع إلى المدن الفلسطينية المحتلة أي إلى مدن يافا وحيفا وتل ابيب والقدس الغربية وصفد والجليل، تعويضاً للنقص الحاد في المواد الاستهلاكية جراء حصار ميناء الرشراش من قبل الجيش اليمني الذي اغلق الميناء بقرار شجاع ومسؤول من قائد الثورة اليمنية الحبيب / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه.
ذلك السلوك الشاذ والمشين الذي سلكه حكام وملوك وشيوخ دول مجلس التعاون الخليجي المتصهين، كان مثار استهجان وسخط واستنكار ونقد حاد من قبل الرأي العام العربي والإسلامي الحر، وهناك عدد من حكام الدول العربية المطبعة استمروا في توجيه بلدانهم في مواصلة التصدير لاحتياجات العدو الإسرائيلي، وهذه فضيحة أخلاقية ودينية تلطخ تاريخ هؤلاء الحكام العرب المتصهينين.
نعود إلى موضوع المجاهدين من قادة المقاومة الفلسطينية في قيادة حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، ومجاهدي الأقصى الذين تقاطروا إلى عاصمة المقاومة الإسلامية إلى جمهورية ايران الإسلامية وعاصمتها طهران، زاروها فرادى وجماعات لتقديم الشكر والعرفان للشعب الإيراني وإلى قيادته المجاهدة وإلى شخص قائد الثورة الإيراني سماحة السيد آية الله خامنئي.
إذا ما هي دلالات ومعاني تلك الزيارات إلى طهران؟ : ــــ
اولاً:
مثلت جمهورية ايران الإسلامية رأس حربة لمحور المقاومة الجهادية الفلسطينية ضد الكيان الإسرائيلي الصهيوني.
ثانياً:
لم تتجه أو تسافر قيادات محور المقاومة الفلسطينية إلا إلى العاصمة الإيرانية طهران، كي يقدموا آيات الشكر والتبجيل والعرفان من قبل جميع العناصر القتالية المجاهدة في قطاع غزه وكل أرض فلسطين، ومن جميع الاحرار المجاهدين الفلسطينيين المنتشرين في كل بقاع العالم.
ثالثاً:
وكما يقولون بان أهل مكة أدرى بشعابها، فان صمود وثبات المقاتلين الفلسطينيين في قطاع غزه طيلة 15 شهراً، يعيشون ويخططون للخطط العسكرية ضد المحتل الإسرائيلي في داخل الأنفاق العنكبوتية المتشعبة والعميقة، ويحتفظون بالأسرى اليهود الصهاينة، وينتجون الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة مع ذخائرها وعتادها، كل ذلك بفضل من الله جل في علاه، وبفضل الدعم المادي والتقني الإيراني المباشر.
رابعاً:
لماذا لم يتجه القادة الفلسطينيون المقاومون المجاهدون إلى العواصم العربية أو الإسلامية الأخرى، لان المقاومين الفلسطينيين يدركون تمام الإدراك بإن الحكام العرب بالذات وحتى عدد من القادة المسلمون الآخرون اكانوا رؤساء أو ملوك هم أقرب في علاقاتهم للعدو الإسرائيلي، ولديهم صلات تنسيقية أمنية وثيقة مع الكيان الإسرائيلي الصهيوني .
خامساً:
لقد أصبح من البديهيات والمسلمات في تحليل السياسات العامة في الوطن العربي وفي الشرق الأوسط كما يسمونه هكذا في الإعلام الغربي، بإن كيان العدو الإسرائيلي مسند ومدعوم كلياً من كيان الولايات المتحدة الأمريكية، وقد قال رئيس امريكا ""USA جو بايدن بعد اندلاع حرب "طوفان الأقصى" المبارك بأيام فحسب، وهو يترأس جلسة الحكومة الصهيونية العسكرية المصغرة بالقول "إذا لم تكن هناك دولة اسمها إسرائيل في الشرق الأوسط فعلينا تأسيسها وخلقها من جديد" كان يردد أقواله بنفس صهيوني مقيت.
سادساً:
في معركة "طوفان الأقصى" المبارك تحالفت قوى الشر الصهيونية في العالم وساندوا كيان العدو الإسرائيلي، وقد مثل تحالف الصهاينة اليهود والأمريكان والاوربيين والحكام والعرب وبعض الحكام المسلمين مثال الجمهورية التركية وقطاع واسع من المثقفين والصحفيين العرب للأسف، جميع هؤلاء شكلوا حلف عدواني قذر لمساندة جيش الكيان الإسرائيلي المحتل، ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزه الأبية.
سابعاً:
لم يعد للمقاومين الفلسطينيين الأحرار من ملاذ ولا سند سوى محور المقاومة في الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء، ولبنان والعراق وجمهورية ايران الإسلامية، وجميع الاحرار في العام، هؤلاء وحدهم يشكلون الداعم المادي والمالي واللوجستي والمعنوي والسياسي للمجاهدين الفلسطينيين الاحرار، أما الحكام العرب فهم قد باركوا للقضاء على المقاومة الفلسطينية الحرة مع تصفية القضية الفلسطينية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي.
الخلاصة:
طالما وهناك احتلال يهودي صهيوني لأرض فلسطين التاريخية، ومدعوم بدعم غير محدود ولا مشروط من قبل حكومات الولايات المتحدة الأمريكية المتصهينة، وكذلك الحكومات الاوربية المتصهينة وكذلك الحكام الأعراب الصهاينة الخونة للقضية الفلسطينية ودماء الشهداء الأحرار، طالما وهم كذلك، فان هناك محور مقاوم مجاهد قائم، يتكون من اليمن العظيم، والعراق المجاهد، ولبنان البطل، وايران الثورة المناصرة لمحور الجهاد والمقاومة، هدفه الرئيس هو افشال وابطال المشاريع السياسية الأمريكية والأطلسية الصهيونية في عالمنا العربي ، وطرد المحتل الاستعماري الاجنبي من ارض فلسطين المقدسة.
وفوق كل ذي علم عليم...
*عضو المجلس السياسي الأعلى
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب