الشهيد القائد.. مشروع حياة في عهود الظلام
صباح العواضي *
حمل آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله وسلم على عاتقهم راية الحرية والهدى، ولو كان ذلك على حساب فقدان أغلى شيء في الحياة وهي الروح.
ارتقى السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في السادس والعشرين من شهر رجب قبل عشرين عاما خلت، شهيدا مقبل غير مدبر، في معركة قادتها قوى الظلام والاستكبار في عدوان ظالم ضد مشروعه القرآني الذي تحرك به، ليذكّر الناس بكتاب الله ويقدم رؤية قرآنية ترشد وتهدي الأمة إلى كيفية التصدي للخطر الداهم عليها إثر الهجمة الأمريكية الإسرائيلية والغربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي هي بنفسها صناعة صهيونية لتكون ذريعة كبيرة من أجل تنفيذ مرحلة جديدة من مؤامراتهم للسيطرة المباشرة على المسلمين ومسخ هويتهم واحتلال بلدانهم ونهب ثرواتهم ومقدراتهم.
وها هي الذكرى السنوية لرحيل الشهيد القائد، تمر علينا بعد فقدان من أنار الكون بصرخة هزت عروش المتجبرين والمستكبرين في الأرض، وقد تحققت الكثير من الرؤى والوعود التي أطلقها مؤسس المسيرة القرآنية السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- بين ثلة قليلة بمحافظة صعدة قائلا بصوت جهوري "اصرخوا وسوف يأتي اليوم الذي ستجدون فيه من يصرخ معكم في أماكنَ أُخرى".. وها قد تحقق وعده، فصرخته اليوم تجوب أغلب البلاد العربية وتدوي في أرجاء المعمورة.
الشهيد القائد ترك لنا أرثا معرفيا في ملازمه، ووعدنا فيها بالنصر من منطلق قرآني وما حدث خلال السنوات الماضية والعامين المنصرمين خاصة معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس يثبت صدق توجهه وصدق منهجه وزاد الأمة يقينا وثقة بنصر الله، بعد أن حقق المجاهدين انتصارات فاقت كل التوقعات، بل وتجاوزت منطق العقل، وهو من كان يُبصر الناس أن الثقة بالله والإيمَـان بوعده والالتزام بما أمر الله به في التعامل مع مختلف القضايا الخاصة والعامة، هو الطريق الصحيح للحصول على تأييد الله سبحانه وتعالى ونصره.
القضية الاهم والاشمل أن المسيرة القرآنية حطمت جدار الصمت وكسرت حاجز الخوف وعلمتنا كيف نكون طلاب حق فننتصر، جاءت الرؤية القرآنية المتكاملة لبناء الأمة وعزتها من خلال اتخاذ موقف عملي يوضح موقفها من أُولئك الأعداء وحولتها إلى سلوك يومي عبر ترديد الصرخة بوجه المستكبرين أمريكا وإسرائيل في كُـلّ مناسبة.
عمل الشهيد القائد جاهدا على توعية الأمة بعدوها الحقيقي أمريكا وإسرائيل، ولولا المشروع القرآني ما كشفت تلك الحقيقة التي حاولت قوى الظلام اخفائها باستهداف قرين القرآن ومن كان معه إلا كما وعدنا الله في قوله تعالى: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ".
استشهد الحسين رضوان الله عليه كما استشهد سيد شباب الجنة الإمام الحسين بن علي سلام الله عليهما، وكما كان في استشهادهم رمزية الحرية، فهم منارة الحق في زمن الظلام وهم أداة لكشف الحقائق ومصباح الهداية إلى قيام الساعة.
كان تحرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، تحرك عملي لم يكل ولم يمل في استبصار الناس نحو العدو الأوحد، وكيف نواجهه بشكل عملي من خلال اتخاذ الموقف الاستباقي وهدم مشاريعهم العدائية قبل أن تصل إلى عقر دارنا وكانت مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية سلاح يرفع في وجه الأعداء.
ختاما
نسأل الله أن يرحم شهدانا الأبرار وأن يشفي جرحانا وأن يفرج عن اسرانا وأن ينصرنا بنصره إنه سميع الدعاء.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه