محمود المغربي*

يستحقر ترامب الأنظمة العربية ويتعامل معهم كما يتعامل مع كلبه بل هو يعتقد بأنهم أحذية لا يستحقون الاحترام وليس بوسعهم أن يرفضوا له أمر وسوف ينفذون كُـلّ ما يطلب.

وبعد الفوز في الانتخابات الأخيرة طلب من نتنياهو وحكومة الكيان إيقاف العمليات العسكرية في غزة والقبول بوقف إطلاق النار لاستعادة الأسرى ووعدهم بإعطائهم غزةَ والضفة دون قتال بعد أن يستلم السلطة وأن يعمل على تصفية القضية الفلسطينية وإقامة دولة “إسرائيل” على كامل الأراضي الفلسطينية كون هذا ما يؤمن به ترامب الذي ينتمي إلى اليمين المتصهين.

وكما يعلم الجميع فالعجوز ترامب مصاب بجنون العظمة وهو يجسد أمريكا وكل ما فيها من غطرسة وقبح وأنانية وظلم وهو يعتقد أنه سيد العالم ويمكن له عمل أي شيء وتحقيق كُـلّ شيء من ضم كندا إلى الاستيلاء على مضيق بنماء إلى سلب دول الخليج أموالهم وتهجير أبناء فلسطين ومنح بلادهم للكيان الصهيوني ولن يكون بوسع أحد قول لا وقد شاهدنا كيف دخل إلى البيت الأبيض وكيف باشر في التوقيع على أوامر تنفيذية خطيرة وكل يوم يتخذ قرارات تثير الجدل الواسع كان قد فكر بها طوال أربع سنوات ومنذ فوز بايدين وهو يخطط للإطاحة بالدولة الأمريكية العميقة ووضع رموزها خارج اللعبة ويسعى إلى كسب اللوبي الصهيوني المؤثر في أمريكا إلى جانبه من خلال تصفية القضية الفلسطينية وإقامة دولة الكيان الكبرى.

وقد باشر في تنفيذ ذلك بكل بجاحة ووقاحة وتعجرف بعد أَيَّـام قليلة من دخوله إلى البيت الأبيض واستلام السلطة، حَيثُ أجرى عدد من الاتصالات مع زعماء وملوك عرب أبرزهم الرئيس المصري والأردني وأمرهم بتجهيز مناطق ومساكن في مصر والأردن لتكون وطن بديل لأبناء غزة والضفة وإن عليهم إقناع الفلسطينيين وشعوبهم بذلك وسوف تتكفل السعوديّة ودول الخليج بتحمل ثمن وتكاليف النقل والتوطين وإلا سوف يغضب منهم ولن يكون في مصلحتهم جعله يغضب وما حدث في سوريا ووصول الجولاني والإخوان إلى السلطة في سوريا أبلغ رسالة ويمكن تطبيق الأمر في الأردن ومصر بواسطة الإخوان الذين ينتظرون بفارغ الصبر وهم على استعداد لعمل أي شيء في سبيل الوصول إلى السلطة التي هم عطشى لها وقد تمت تغذية عطشهم الشديد للسلطة من خلال إيصالهم إليها في مصر وغيرها بعد أحداث 2011 وأخذها منهم بالقوة وقبل أن يرتوي عطشهم وبعد أن ذاقوا لذة السلطة وأصبحوا كلاباً مسعورة لا يمكن إيقافهم وكبح رغبتهم في السلطة وقد أثبتوا ولاءَهم واستعدادهم لخدمة أمريكا والحفاظ على أمن الكيان وقد أثبتوا ذلك في السنوات الماضية ولهم نموذج حديث في سوريا التي أصبحت تشكل نقطة انطلاق مهمة لهم ومن خلفهم تركيا التي هي خط إمدَاد لهم والخليفة أردوغان قائدهم وقدوتهم الذي تعلموا منه وهو من قدمهم لأمريكا بعد أن أصبح شرطيَّ المنطقة ورجل أمريكا والكيان والإخوان الأول الذي يحلم بإعادة امجاد الاتراك بواسطة الإخوان والجناح العسكري لهم داعش والقاعدة.

* المصدر : صحيفة المسيرة
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه