حوار: محمد الطويل ——-

المتعة التي لا تقاوم.. إنها القراءة، سفر الخالدين ، وزاد العارفين، ولمعة الفاكرين..فيها الحياة لا تنقضي ؛ بل تطول وتمتد مع أزلية الحرف والكلمة، وفي رمضان الشهر المبارك ، صاحب الخلود الابدي ” القرآن الكريم” ؛ كانت القراءة. موقع (السياسية نت) التقى مع من يقرأ..؛ فكان الصحفي فؤاد حيدر.

* ماذا عن قراءاتك في شهر رمضان؟

للقراءة في مساءات رمضان عبقٌ خاص وسحرٌ مختلف، حيث يتوفر جوّ صافٍ للقراءة قد لا يتوفر في غير رمضان، لكن دخول التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الرمضانية في الفضائيات؛ تقضم القسط الأكبر من وقت الفرد الذي صار أكثر ميلا لقراءة المواضيع الصغيرة ” السفري” وهي مشكلة يشكو منها الجميع بدرجات متفاوتة

* ما هي الكتب التي استطعت قرأتها في رمضان؟

من بين الكتب التي استطعت قراءتها أو اعادة قراءتها في رمضان خلال المواسم الماضية – وهي قليلة على أيّ حال- روايات “عزازيل” ليوسف زيدان و”قمر في سمرقند” لمحمد المنسي قنديل و”الزوج الأبدي” و”مذلّون مهانون” لديستوفيسكي، و”عظماء في طفولتهم” للمنسي قنديل و200 ساعة حول العالم لأنيس منصور وغيرها

* من الذي علمك القراءة او بمعنى آخر ممن اكتسبتها ؟

من حسن الحظ انْ تتلمذ الصف الأول الأساسي على يد معلم سوداني؛ كان أنموذجا فذا ونادرا من المعلمين الذين يحببون التعليم والقراءة الى قلوب الطلاب ويجعلونهم يُقبلون عليها بشغف، ولا ينظرون اليها مجرد مجموعة محاذير وعصا تهوي على رؤوس الصغار.

* هل تتذكر اول كناب قرأته من الجلدة الى الجلدة؟وما اثره عليك؟

ما زلت أتذكر اني وأنا التلميذ الصغير في الصف الثاني؛ لم تكن تستعصي علي القراءة من أي كتاب، وكنت أحضر المقايل التي يتواجد فيها آباء وأحيانا معلمين؛ وكان يُعهَد إليّ القراءة من كتاب ” المستطرف من كل مستطرف ” لشهاب الدين الأبشيهي؛ دون أن أخطئ ولو لمرّة في القراءة ..  كان المستطرف هو الكتاب الوحيد في بيتنا الى جانب كتاب آخر غير ذي أهمية؛ وكان المستطرف بطبعة قديمة جدا، وفيه هوامش تحوي أبوابًا متنوعة لا توجد في طبعاته الجديدة، كنت أفتح صفحات الكتاب برفقٍ شديد فالكتاب موغل في القدم وبعض صفحاته تتمزق وتتهاتّ بمجرد لمسها من فُرط قِدَم الطبعة ونوعية ورق الكتاب. وكان هو الكتاب الأول الذي قرأته حرفًا حرفا وتكونت بيني وبينه ما يشبه علاقة صداقة.

بغياب المعلمين السودانيين والمصريين عن قريتنا تركوا فراغًا لم يتم ملؤه، ولم يفلح المعلمون اليمنيون من تحبيب القراءة والتعليم الى نفوس الصغار؛ حتى غدا التعليم لدى التلاميذ مجرد عادة غايتها الحصول على الشهادة.. كان الطلاب ينظرون الى القراءة من خارج المقرر مجرد ترَف والقلائل من الطلاب الذين كان لديهم شغف للقراءة لم يكن مردّه ايعاز او نصح من شخصٍ آخر بل بسبب ميل فطري.

لكن البيئة كانت شبه فقيرة الى الكتب ذات الاهتمامات المتنوعة ولا يوجد فيها إلا الكتب المدرسية أو الأخرى التي تمثل مراجع للكتب الدراسية، شخصيا رغم صغر سنّي بدأت القراءة من كتب كالسيرة  النبوية لابن هشام والبوطي وكانت القراءة الأمتع هي من السيرة النبوية لمحمد الغزالي حيث تجد ذاتك كما لو كنت أمام شاشة تبث مسلسلا يعرض سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وكذلك مع كتاب رجال حول الرسول لخالد محمد خالد حيث يأخذك الكتاب لتحلّق في عالمِ آخر وتشعر وكأنك امام افلام وثائقية تتناول حياة عدد من الصحابة بأسلوب أدبي أخاذ وقدرات المؤلف السردية الشيقة.

* ماهي اهم الكتب التي أثرت في مسيرتك القرائية؟

لم تكن ثمة كتب كثيرة ليقرأها الشخص المتطلع للقراءة إلا أني كنت اقرأ أي كتاب اعثر عليه من الطلاب السابقين بمن فيهم الجامعيين؛ إذ قرأت في الصفوف الأولى بعض الكتب أتذكر منها البلاغة الواضحة ومعالم الثقافة الإسلامية لعبدالكريم عثمان وكتاب في نقد المدرسة الشعرية اليمنية الأولى الكلاسيكية والرومانسية أو الحداثية، ورواية واإسلاماه للأديب علي احمد باكثير والتي تركت اثرًا حزينا في نفسي لازمني ايامًا كلما تذكرت النهاية المحزنة لبطل الرواية سيف الدين قطز.