السياسية || محمد محسن الجوهري*

العدوان على اليمن، ومنذ يومه الأول هو امتدادٌ للحرب اليهودية على الإسلام والمسلمين، إلا أن اليهود اعتادوا أن يخوضوا حروبهم من وراء جُدُر، وكل فصائل المرتزقة، بمختلف مسمياتها هي نتاج التآمر الصهيوني على بلادنا لتدميرها من الداخل، ويكفي أنها نشأت بدعم وتمويل السفارة الأمريكية التي أدارت شؤون اليمن الداخلية قبل ثورة 21 سبتمبر المباركة والتي انتشلتنا من ربق العبودية للطواغيت، واستعادت القرار والسيادة اليمنية بالقوة، وفرضت واقعاً جديداً أعاد للشعب اليمني مكانته المستحقة في صدارة العالم الإسلامي.

اليوم تسعى "إسرائيل" عبر عملائها في الرياض وأبوظبي إلى تفعيل فصائل المرتزقة لإحداث بلبلة في الشارع اليمني تحت عناوين طائفية ومناطقية، بهدف التغطية على موقف اليمن المناهض -قولاً وفعلاً- للعدوان على غزة، وأقصى حظها من ذلك أن تضحي بعددٍ من الخونة لإضفاء صبغة سياسية للتحرك اليمني، ووسمه بشعارات أخرى تناقض منطلقاته الفعلية، كما هي عادة اليهود في الاختفاء خلف مصطلحات اللغة وتوظيفها عبر الإعلام لحرف مسار الصراع الحقيقي بين المسلمين واليهود.

وكما هو معروف أن فصائل المرتزقة كافة، تلقت توجيهاتٍ سعودية وإماراتية، بعدم التطرق إلى ما يجري في غزة، والتركيز على الشأن الداخلي وحسب، وتفخيخه بالحروب والمواجهات اليمنية – اليمنية، وخلق العداءات بين أبناء الشعب الواحد فقط لخدمة المصالح الصهيونية.

وقد فشل أغلب تلك المخططات، وارتدت على أعقابها خاصةً وأن الشعب اليمني يعيش مرحلة جهادية بامتياز، يصاحبها معنويات عالية تتطلع للدخول في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني وأذنابه، بعد أن انكشف الغطاء، واتضحت أسباب العدوان على اليمن للقريب والبعيد، وبات الجميع يعرف حقيقة النظامين السعودي والإماراتي، فكيف بمرتزقتهم وأدواتهم من عبدة المال!

ويكفي أن المخطط التخريبي خلال الاحتفالات الأخيرة بالمولد النبوي باءت كلها بالفشل، وكانت سبباً في كشف الكثير من العصابات والعملاء الموالين للصهاينة، وتمَّ على إثرها اعتقال العشرات من أخطر الجواسيس والخونة، وفضح مخططاتهم الداخلية لتدمير هوية المجتمع اليمني، والقضاء على عوامل القوة التي حافظت على أصالته، ولها الفضل في مواقفنا البطولية المناصرة لغزة والأقصى الشريف.

ولا خوف على اليمن بعد اليوم، فقد لزمت الحجة على كل فرد في الشعب والأمة، وبات الواقع جهادياً بامتياز، بعد أن اتضحت تفاصيل المعركة، وامتاز العالم كله إلى فريقين لا ثالث لهما، إما مسلمٌ صريح أو منافق صريح، وكان لغزة وطوفان الأقصى الفضل في كشف حقيقة الخونة داخل العالم العربي وخارجه، وحصرت دول العدوان على اليمن في خانة اليهود، بعد سنوات من ارتدائهم لثوب الإسلام والعروبة، وتفعيله في إحداث الفتن والحروب لتفريق الأمة عن وجهتها الحقيقية، وهي تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من دنس اليهود.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب