ثورة الإمام زيد... مسيرة ثورة الأحرار
السياسية – تقرير || منى المؤيد*
قبل أيام مرت بنا ذكرى عاشوراء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب -عليهما السلام-، واليوم يعيش المسلمون ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي بن الحسين -عليهم السلام-، وقبل ذلك كان الناس يحييون ذكرى يوم ولاية الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام (يوم الغدير)، وعما قريب سنكون إن شاء الله تعالى على موعد مع ذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..
فنرى هنا أن حياة المسلمين مليئة بأيام الله سبحانه وتعالى التي من خلالها يجددون العهد والولاء لله سبحانه وتعالى وأهل بيت رسول الله وأعلام الهدى من بعدهم، وكذلك يتزودون بالإيمان والإخلاص.
إحياء الدين في نفوسنا
كوننا أمة مسلمة نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، لاسيما أننا في زمن ازداد الجرم والظلم فيه من الطغاة والمجرمين في هذا العالم، وأصبح المظلوم والمستضعف لا ناصر له، فإحياء الدين والمناسبات الدينية في نفوس أبنائنا وبناتنا وأجيالنا له أهميته البالغة في توصيل رسالة غضة طرية، كما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن نكون قد أدينا الأمانة كما يجب علينا أن نؤديها، ويخرج المستضعفون والمظلومون في كل زمان على الطغاة وسلاطين الجور ليستعيدوا عزة الإسلام ومكانته وكرامته وعزته كما عمل الإمام زيد بن علي وآبائه من قبله عليهم السلام .خروج الإمام زيد بن علي
عندما خرج الإمام زيد لضرب الباطل قالوا عليه صاحب فتنة وصاحب مشروع فتنوي لضرب الأمة وسببا في إزهاق الأرواح فيها وإفسادها، وهكذا نسمع في كل زمان ومكان، وهذا الطرح تسمعونه بين الحين والآخر كلما قام قائم حق -أمرا بمعروف ناهياً عن منكر مجاهدا في سبيل الله- يطرحون هذا الطرح.. وهذا ما حصل في زماننا هذا عندما خرج الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- ليرفع شعار "الصرخة" في وجه المستكبرين، تكالب عليه كل متجبر ونمرود على هذه الأرض لإسكاته وقتله لكن مشروعه استمر إلى يومنا هذا حاضرا في وجداننا قبل أن يكون حاضراً على أرض الواقع.
كيفية معرفة أهل الحق من أهل الباطل
الإمام زيد بن علي صاحب هذه الذكرى حين أسقطت الرايات والجيش أمامه قال كلمته المشهورة، وصار كل الأحرار في هذا العالم يرددونها (الحمد لله الذي أكمل لي ديني، والله اني كنت لأستحي من رسول الله ﷺ أن أرِد عليه الحوض غداً ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر).. كيف وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر". أما اليوم كيف للشعوب الإسلامية أن تستفيض من خذلانها في نصرة أبناء غزة، وتخرج ضد حكامها وملوكها لتقول لا للسكوت لا للتطبيع لا للوقوف مع من قال الله فيهم بأنهم أعداء، وأن نعمل لنصرة فلسطين بالكلمة والمال والنفس نعم للخروج للجهاد في سبيل الله لنصرة إخواننا في غزة.يا ليتني كنت معهم
مع كل مناسبة هناك أناس يرددون معنا قول الحق سبحانه وتعالى "يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا"، إذا ذكروا الإمام علي والإمام الحسين والإمام زيد وأئمة أهل بيت رسول الله عليهم الصلاة والسلام، وأنا أقول أنه بإمكاننا أن نكون مع أئمة رسول الله ولو تأخر بنا الزمان أن نكون معهم، يقول الحق سبحانه وتعالى "أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ"، والقصد هنا يمكننا أن نكون معهم في معية المنهج والمشروع - معيه الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .اليوم الإمام زيد حاضراً والائمة من آل بيت رسول الله حاضرون في فلسطين، فمن أراد أن يكون معهم فعليه أن ينصر فلسطين وإخواننا في غزة حتى يكون مع الله ورسوله والأنبياء وأولياء الله في حضيرة القدس إن شاء الله، بإمكاننا أن نكون معهم إذا جاهدنا - إذا حثينا وحرضنا الناس على الجهاد - لان هذا مشروع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.