السياسية || محمد محسن الجوهري*

من جديد، تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية أنها الراعي الرسمي للإرهاب ولإبادة المدنيين في غزة باستخدامها حق النقض الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الأخير الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وحظي بتأييد 14 دولة من أصل 15 في المجلس.

ورغم علم واشنطن بأن الخطوة استفزازية لكل الأحرار في العالم، إلا أنها تبنت استمرار العدوان في غزة بكل وقاحة، لتؤكد للعالم أجمع أن الحرب في غزة دينية، وأنها ماضية في إبادة سكان غزة المسلمين حتى تردهم عن دينهم، كما ذكر الله ذلك في كتابه العزيز، والذي تنبأ قبل أربعة عشر قرناً بما يحدث اليوم، وبأن أهل الكتاب لا يرقبون في أمة محمد إلاً ولا ذمة، وعلى استعداد لذبح كل مسلم بمجرد أن تسنح لها الفرصة لفعل ذلك.

ومن هنا نتبين عظمة القرآن الكريم عندما بين لنا أن الحل الوحيد معهم هو الجهاد والقتال حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، وبدون الجهاد، فإن اليهود والنصارى ماضون في قتل المسلمين وإبادتهم بشكلٍ جماعي، كما نشاهد في غزة ولبنان، أو استباحة أعراضهم وثرواتهم، كما نرى في دول الخليج، حيث لم يكتف الغرب بأخذ الجزية من الأنظمة الموالية لهم، بل نهبوا ثرواتها القومية وبالقوة، وأجبروا حكامها على معاداة الإسلام وممارسة الفسوق في العلن.

والحل ليس بالسكوت أو استجداء السلام، فذلك يدفعهم لارتكاب المزيد والمزيد، بل بضرب مكامن الوجع لدى واشنطن وتل أبيب، وأولها العداء الديني لهم، وإعلان الجهاد ضدهم، فليسوا بغير العنف والحرب يستجيبون للسلام، ولن تتوقف مجازرهم في غزة إلا بمجازر أخرى مضادة، وحتى نرى جثث اليهود متناثرة في شوارع فلسطين المحتلة، رداً على الإجرام بالإجرام والقوة بالقوة، حيث لا عدل إلا إذا تكافأت القوى وتصادم الإرهاب بالإرهاب.

ومن يشك في أهمية التصعيد الديني ضد اليهود والغرب، فليراجع خطابهم السياسي، خاصة في الكيان المؤقت، وسيرى بأن الصهاينة يتحركون لإبادة المسلمين في غزة وغير غزة بدافع الحقد اليهودي المعروف عنهم، ولا مكان للسلام والسياسة في حساباتهم حيث لا يمنعهم عن القتل إلا العجز، ويرون بأنهم غير مؤاثمين في قتل المسلمين وذبح أطفالهم ونسائهم.

وهذه ليست رؤية اليهود في الكيان، بل رؤية الساسة الأمريكيين في البيت الأبيض، وما نراه من غطاء سياسي ودعم عسكري لا محدود، إلا تأكيد علني بأن العقيدة واحدة وأن حديثهم عن السلام مجرد خداع للمغفلين من العرب، وحتى يتسنى لهم قتل المزيد والمزيد من أبناء فلسطين ولبنان.

ولا فرق بين أمريكا و"إسرائيل"، فهم في خندقٍ واحد يخوضون حرباً دينية ضد أمة محمد، ولا مناص عن المواجهة معهم، وليسوا بغير السيوف والقتل سيخضعون ويوقفون إجرامهم بحق المسلمين، وهذه دعوة لكل مسلم وحر في هذا العالم بأن يرفع شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، ومن ثَّم التحرك العملي لمواجهتهم على جميع السبل، تماماً كما نفعل في اليمن، حيث نتجه تحت راية الإسلام لقتال أهل الكتاب، ومعاملتهم بالمثل، فلا وسيلة تجدي معهم غير الموت، فهو الوحيد القادر على وقف إجرامهم.


* المقال يعبر عن رأي الكاتب