"فيتو" أمريكي جديد بنكهة دماء غزة
السياسية - تقرير || صادق سريع *
هذه حقيقة أمريكا التي تجاهر بها العالم المتجاهل بمختلف الأفعال القبيحة، وهذا هو الوجه المقنع الذي تخفيه خلف خبث إبتسامة العربدة الإمبريالية المصابة بداء الإفلاس الاخلاقي.
ومن فينه وأخرى وحين وأخر ومرات وأخرى وليست هذه المرة الأخيرة، تظهر فيها راعية الديمقراطية الزائفة ووهم السلام وأم الإرهاب العالمي، قبح شهيتها الدموية ضمن سلسلة عمليات إجهاض القرارات الأممية ضد المحتل ووقف حروب الإبادة البشرية في فلسطين ولبنان، كما فعلته أربعاء الأمس بـ20 نوفمبر 2024.
ماذا يعني إجهاض قرار أممي!؟
يعني إجهاض مصاصوا الدماء الأمريكان قرار أممي خاص بوقف إطلاق النار في غزة !؟.. ألم يكتفوا من احتساء نبيذ الحياة بنكهة دماء أطفال غزة 412 يوم ، أمام أنظار 9 مليار بغبغاء بهيئة بشر مصاب بعضال غياب الضمير وفرط مشاهدة الدمار وحساب أعداد قوافل الشهداء وآنات الجرحى وصرخات الثكالى وأمهات الأسرى والمفقودين وقرقرة البطون الجائعة ، مكتفين برفع كف الدعاء رحمة للموتى.هكذا تعطل أمريكا قرارات الأمم!
للمرة الرابعة تعطل أمريكا مشروع قرار أممي لوقف الحرب على غزة خلال عام، باستخدام حق النقص "الفيتو" أمس الأربعاء 20 نوفمبر 2024، وتتهم المجلس وأعضاءه بالفشل الأخلاقي.وللمرة الـ 50 تجهض العربدة الأمريكية القرارات الأممية بإستخدام حق "الفيتو" وتمعن في دعم الجزار الصهيوني لتستمر دوامة المجازر الدموية وعمليات القتل وحروب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري وتمدد رقعة الإستيطان وفق مبدأ مسكنة الجزار وشيطنة الضحية.
وهكذا كان قبل الإجهاض!
يطالب المشروع الأممي المقدم من الدول العشر المنتخبة في مجلس الأمن الذي أيدته 14 دولة وعارضته الولايات المتحدة، بوقف فوري دائم وغير مشروط لإطلاق النار والإفراج الفوري عن الأسرى وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان القطاع المنكوب بشكل فوري.وكانت سفيرة غيانا، كارولين رودريغز بيركيت، قدمت المشروع نيابة عن دول الجزائر وغيانا وسويسرا واليابان وكوريا الجنوبية وسيراليون وموزمبيق ومالطا والإكوادور وسلوفينيا، لتصويت المجلس والموافقة عليه في جلسة أمس الأربعاء.
مجدداً يُفشل "فيتو" واشنطن اصدار المجلس قرار يوقف إطلاق النار في القطاع ، في ظل استمرار آلة الحرب "الإسرائيلية" وحرب الإبادة بحق أكثر من مليوني إنسان أعزل ، لليوم الـ 412 ، بفاتورة دموية بلغت 44 ألف شهيد وأكثر من 120 ألف جريح ومفقود مُنذ السابع من أكتوبر 2023.
ما هو حق النقض "الفاشي"!؟
الحق "الفاشي" (الفيتو الأمريكي) يعني استمرار حروب الإبادة والقصف والتدمير والحصار والتجويع والمجاعات والتنكيل والقتل والمجازر والتهجير والتشرد، وهكذا يبدو في عرف السياسة الملعونة لصقور أميركا. لمن لا يعلم ما يعني حق النقض "الفيتو"، هو حق قانوني يمنح للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي للإعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دون إبداء أسباب، وهي الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
ومُنذ تأسيس الأمم المتحدة مجلس الخوف (الأمن) عام 1945، اُستخدم "الفيتو" 293 مرة، تصدر الاتحاد السوفياتي (سابقاً) ووريثته روسيا الرقم الأعلى بعدد 143 مرة، تلنها الولايات المتحدة 83 مرة، وبريطانيا 32 مرة وفرنسا 18 مرة والصين 16 مرة فقط.
كيفية تعطيل "فيتو" واشنطن!؟

بحسب المادة الـ27 من ميثاق الأمم المتحدة فأنه يجب على العضو الذي يكون طرفاً في النزاع الامتناع عن التصويت.
وعليه إذا ما تم تفعيل هذه الثغرة القانونية يمكن إبطال مفعول "الفيتو" الأمريكي بالقانون باعتبار الولايات المتحدة شريكة "إسرائيل" وحليفتها في العدوان على غزة وبالتالي لا يحق التصويت وفق الميثاق الأممي .
ما هي رسائل "الفيتو" الأمريكي!؟
وهكذا تبدو رسائل الفيتو الأمريكي، كـالشيك على البياض لصالح لمجرمي "إسرائيل" ، الذي كُتب بدماء الأبرياء: أفعلوا ما تشاؤوا في قطاع غزة فأنا القرارات والقوانين والمواثيق والأعراف والمعاهدات الدولية وأنا السلام وحقوق الإنسان وراعية الإرهاب والمال والسلاح وأتعهد بحماية الجلاد.وهكذا كُتبت لغة رسالة الفيتو مفادها، لن يوقف أحد إرادة الولايات المتحدة وحرب الإبادة بحق أهل غزة إلا متى شاءت هي.