السياسية :

في إطار توسيع العمليات العسكرية ضد العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني، كثفت القوات المسلحة اليمنية ضرباتها النوعية على السفن والبارجات والمدّمرات الأمريكية والصهيونية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، ضمن معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" دفاعاً عن الشعب الفلسطيني ومظلوميته وقضيته العادلة.

واللافت في العمليات العسكرية اليمنية خلال الأسبوع الجاري، استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور" شمال البحر الأحمر، مرتين في 24 ساعة بصواريخ مجنحة وطائرات مسيرة، ما يؤكد أن القوات المسلحة تمتلك قدرات عسكرية نوعية من حيث التقدم التقني والمعرفي من جهة ومستوى التصنيع العسكري والإنتاج من جهة أخرى.

استهداف السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس ايزنهاور" التي كلفت واشنطن حوالي 3. 5 مليارات دولار، له أبعاد ورسائل مفادها أن قواعد أمريكا العسكرية وبارجاتها ومدّمراتها ومصالحها في المنطقة تحت نيران القوات المسلحة اليمنية، فالتصعيد الصهيوني الأمريكي البريطاني في غزة والعدوان على اليمن يقابله تصعيد أكبر مهما كلف ذلك من ثمن وتضحيات.

محاولة إنكار واشنطن استهداف "ايزنهاور"، فضحتها مجلة ذا كريدل الأمريكية في الأول من يونيو الحالي التي اعترفت بجرأة القوات اليمنية في استهداف السفينة ردًا على الضربات المشتركة لأمريكا وبريطانيا على البلاد، وتأكيدها على أن ذلك تصعيد كبير في المسرح اليمني ضمن الصراع الإقليمي الأوسع المتمركز حول غزة.

يتزامن التصعيد العسكري اليمني، مع توسيع عمليات المرحلة الرابعة ضد العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني قبل الدخول في المرحلتين الخامسة والسادسة من التصعيد، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ورداً على جرائم العدو الصهيوني بحق النازحين في رفح، بقطاع غزة والعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.

واعترفت قيادات عسكرية أمريكية وبريطانية، بفاعلية القوات الصاروخية والبحرية وسلاح الجو المسير اليمني، في رصد البارجات والمدّمرات الأمريكية وتتبع تحركات السفن البريطانية والصهيونية، واصطيادها بسرعة فائقة.

وبالرغم من العدوان والحصار الذي فرضه التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن لأكثر من تسع سنوات، فإن القوات المسلحة اليمنية، وضمن خطتها الاستراتيجية بعيدة المدى كانت في سباق مع الزمن، لتحقيق التفوق والتميز العملياتي وتطوير قدراتها ضمن مسار تصاعدي ناجح ساهم في فرض معادلة ردع غيرّت موازين القوة في المنطقة.

التصعيد العملياتي للقوات اليمنية مؤخراً تزامن أيضاً مع إزاحة الستار والكشف عن صاروخ "فلسطين"، الذي تم تدشينه فجر الخميس بتنفيذ عملية مشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق، باتجاه ميناء حيفا على البحر الأبيض المتوسط كمسار تطوري وتصاعدي وتجربة أولى تؤكد أن اليمن يأخذ مساراً متقدماً تمهيداً لمراحل قادمة ذات سقف عال وصفعات أقوى للعدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني.

وخلاصة القول، يشاهد العالم أجمع ما يرتكبه العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً من جرائم وحرب إبادة في غزة والأراضي المحتلة ولا يحرك ساكناً، فيما تحرك الشعب اليمني من منطلق إيمانه ومسؤوليته في نصرة قضايا الأمة، وأبرزها القضية الفلسطينية وامتلك الجرأة والشجاعة وواجه أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، غير مبال ولا مكترث لهم كباقي الدول والأنظمة العربية الخانعة التي جعلت من أمريكا بعبعاً مخيفاً لا يمكن مواجهته.

لقد أثبتت ثورة 21 سبتمبر 2014م، بقيادة قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أنها الثورة التي صنعت التحولات الاستراتيجية للشعب اليمني وأوجدت يمناً حراً مستقلاً رافضاً للهيمنة والوصاية الخارجية ومواجهاً للمشروع الصهيوني الأمريكي وأدواته في المنطقة، وأنها الثورة التي وضعت حداً للتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية اليمنية.

سبأ