العدو الصهيوني يمعن في إجرامه في غزة ورفح رغم أمر محكمة العدل الدولية بوقف هجومه فورا
السياسية || تقارير || عبدالله المراني ||
تواصل قوات العدو الصهيوني حتى يومنا هذا، جرائمها ومجازرها وإبادتها الجماعية بقصفها المتواصل على قطاع غزة بما في ذلك مدينة رفح المكتضة بالنازحين، على الرغم من أمر محكمة العدل الدولية، للعدو بتعليق عملياته العسكرية في رفح "فورا".
وفي هذا الإطار تجددت الغارات الجوية الصهيونية والقصف المدفعي مرة أخرى ليلا على شمال القطاع ووسطه وجنوبه، بعد أكثر من سبعة أشهر على بدء العدوان الصهيوني الغاشم على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، في دلالة على إمعان العدو في إجرامه بارتكاب المزيد من الجرائم دون أن يعمل أدنى حساب لقرارات المجتمع الدولي.
وخلال الـ24 الساعة الماضية ارتقى نحو 81 شهيدا فلسطينيا إضافيا لترتفع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى نحو 36 ألفا غالبيتهم من المدنيين منذ بدء الحرب بحسب ما أعلنته وزارة الصحة في غزو.
وقالت الوزارة في تحديثها اليومي: إن قوات العدو ارتكبت ثمان مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 81 شهيدا و 223 إصابة خلال ال24 ساعة الماضية.
وأكدت الوزارة أن حصيلة العدوان الصهيوني الأمريكي ارتفعت إلى 35984 شهيدا و80643 إصابة أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأضافت: لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وكان جيش العدو الصهيوني قد بدأ في السابع من مايو الجاري هجوماً برياً على مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع قرب حدود مصر.
من جانب آخر جدد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، تأكيده على أنه "لا أحد يملك رخصة لارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية".. موضحا أن "الوسائل (المستخدمة في ذلك) هي المُحدِّد لنا".
وأشار خان إلى عدد من الاتهامات الموجهة لكيان العدو الصهيوني والتي تشمل "حقيقة أنه تم قطع المياه.. وأن أشخاصا اصطفوا للحصول على الطعام استُهدفوا وأن أشخاصا من هيئات إغاثية قتلوا".
وقال خان في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية نشرت اليوم الأحد: "ليست هذه الطريقة التي يتعيّن من خلالها شن الحرب".. مضيفا: "إذا كان هذا ما يبدو عليه الامتثال للقانون الإنساني الدولي، فإن اتفاقيات جنيف لا تخدم أي غرض إذا".
وشدد خان على "أنها لحظة خطيرة دوليا وما لم نتمسك بالقانون، فلن يكون لدينا ما نتمسك به".
وتابع قائلا: "إن دولا في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا تراقب الوضع عن كثب لمعرفة إن كانت المؤسسات العالمية ستسعى للمحافظة على القانون الدولي".
وجاءت أقوال خان ردا على سؤال يتعلق بطلبه إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتانياهو، ووزير حربه يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتعني المذكرات، في حال موافقة قضاة المحكمة الجنائية الدولية عليها، أن كلا من الدول الـ124 المنضوية في المحكمة ستكون ملزمة تقنيا توقيف نتنياهو وغيره ممن تصدر مذكرات بحقهم حال توجههم إليه.
من جهة أخرى أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، أن قوات العدو الصهيوني تواصل انتهاك قرارات محكمة العدل الدولية، وبالمجاهرة في ذلك، من خلال تكثيف القصف والقتل والتدمير فور انتهاء الجلسة وما بعدها.
ووثق المرصد الحقوقي، أكثر من 60 غارة صهيونية على رفح خلال 48 ساعة بعد قرار محكمة العدل إلى جانب إطلاق عشرات القذائف المدفعية وإطلاق النار الذي لا يتوقف في مناطق توغل الآليات الصهيونية التي طالت أجزاء واسعة في المدينة.
وقال المرصد الأممي: "رصدنا خلال الـ48 ساعة الماضية (بعد قرار المحكمة) استشهاد 13 فلسطينيًا حتى الآن، منهم ستة من عائلة واحدة هم أم مسنة وثلاثة من أبنائها بينهم فتاتان جراء قصف صهيوني على منزلهم".
وأشار المرصد الحقوقي، إلى أن المدنيين في رفح يدفعون ثمن الهجمات العسكرية الصهيونية التي تنتهك على نحو جسيم قواعد القانون الدولي الإنساني، وبخاصة مبادئ التمييز والتناسبية والضرورة العسكرية.
وذكر أنه نتيجة للهجوم العسكري الصهيوني المتواصل على رفح، ما زال يتعذر الوصول إلى مركز التوزيع التابع للأونروا ومستودع برنامج الأغذية العالمي، وكلاهما في رفح.
كما لفت إلى أن قوات العدو الصهيوني ما زالت تغلق معبر رفح الحدودي أمام حركة السفر بما في ذلك سفر المرضى والجرحى منذ إعادة احتلال المعبر فجر السابع من مايو الجاري، وتواصل منع إدخال المساعدات الإنسانية من خلاله من قبل ذلك بيوم واحد.
وأكد الأورومتوسطي، أنّ الحديث عن اتفاق لإدخال شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الذي أغلقته قوات العدو من يوم الخامس من مايو، لا يحل المشكلة، ولا يلبي الاحتياجات المتزايدة والمتراكمة لـ2.3 مليون نسمة في قطاع غزة يتعرضون لإبادة جماعية ويواجهون مجددا شبح المجاعة.
ويذكر أن محكمة العدل الدولية وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة كانت قد أمرت سلطات العدو الصهيوني بابقاء معبر رفح الحيوي لدخول المساعدات مفتوحا، بعدما أغلق إثر بدء عملياتها البرية في المدينة مطلع مايو الجاري.
ومع اقتراب الحرب من شهرها الثامن تتزابد الضغوط يوما بعد يوم على العدو الصهيوني للتوصل إلى هدنة مشروطة بالافراج عن الرهائن في غزة.
وتساهم واشنطن والدوحة والقاهرة في الوساطة بين طرفي الحرب، وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات قد تعثّرت على وقع التصعيد في العمليات العسكرية الصهيونية في مدينة رفح وتمسّك حماس بوقف نار دائم.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن من جهته أنه "منخرط في دبلوماسية طوارئ" في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
غير أنّ أسامة حمدان القيادي في حركة "حماس" نفى أيّ علم لحركته بالمساعي الجارية لاستئناف المفاوضات.
وقال حمدان لقناة الجزيرة الليلة الماضية: إنّه "حتى اللحظة لا يوجد شيء عملي في هذا الموضوع، هو مجرد كلام يأتي من الجانب الصهيوني.. لم نُبلّغ من الوسطاء بأيّ شيء في هذا السياق".
سبأ