السياسية || تقرير : منى المؤيد ||

كانت الاجازة الصيفية تشكل عائق وتحدي كبير أمام أولياء أمور الطلاب بعد انتهاء الدراسة حيث يسخّر الأبناء معظم اوقاتهم للعب في الشوارع والضياع والانخراط في المشاكل، فجاءت الدورات الصيفية لتقضي على ذلك الفراغ القاتل وتعمل على غرس المفاهيم الصحيحة في عقولهم وتعزيز ثقتهم بالله سبحانه وتعالى، وتعريفهم بالعدو الحقيقي للأمة وكيفية مواجهة الأفكار الهدامة والمضللة والحرب الناعمة باعتبارهم جيل المستقبل الذي يعول عليه الكثير.
وتحت شعار "علم وجهاد" دشن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- عقب شهر رمضان المبارك بدء الأنشطة والدورات الصيفية من باب حرصه كل عام على بناء جيل يمني قوي في مواقفه وإرادته وعزيمته.
القيادة السياسية وحكومة تصريف الأعمال كان لها دورا كبيرا في توجيه الجهات المختصة بضرورة العمل على دفع الطلاب والطالبات إلى المراكز والمدارس الصيفية بهدف تطوير قدراتهم العلمية والعملية وليكون لهم دورا ملموسا في بناء اليمن، والخروج بحصيلة دينية وثقافية وإبداعية كفيلة بتحصينهم من المفاهيم المغلوطة والأفكار المضللة التي عمل أعداء الامة الإسلامية على نشرها طوال الفترة الماضية.
وكما هو معلوم فإن للتكنولوجيا إيجابيات وسلبيات، ومع توفر الإنترنت في كل منزل الامر الذي ساهم في ضياع أوقات الشباب والأطفال في اللعب وغيرها من أدوات الغزو الثقافي، ولأن الشعب اليمني متمسك بهويته الإيمانية وإرثه الديني، كان لا بد من تدشين الدورات الصيفية والتحاق أكثر من مليون ونصف طالب وطالبة بقرابة عشرة آلاف مركز صيفي في عموم المحافظات الحرة بهدف الحفاظ على الأبناء من الانحراف.




أطفال اليمن النموذج الأرقى في استغلال الإجازة الصيفية

يقضي أطفال اليمن إجازتهم الصيفية في المدارس والمراكز الصيفية التي تحث على القيم الإيمانية، التي يجب أن يتحلون بها، فالعلوم والمعارف التي يتلقونها بما فيها الثقافة القرآنية والنفحاتِ العطرة من سيرة النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آل بيته الأطهار، تجعلهم محصنين ومدركين لأعداء الأمة الحقيقيين الذين يمثلون خطر عليها.
وتتنوع الأنشطة والفعاليات في المراكز الصيفية بين برامج ثقافية وتوعوية ومهاراتية ورياضية وترفيهية، بهدف بناء جيلا محصنا وقويا، الأمر الذي يتطلب من الجميع الاهتمام بهذه المحطة التربوية الهامة لبناء جيلٍ زاكٍ وواعٍ.




علم وجهاد

تحت هذا الشعار العظيم "علم وجهاد" كانت أهم توجيهات السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي للقائمين على المراكز الصيفية، التركيز والاهتمام بثقافة القرآن الكريم، وتنمية الروح الجهادية التي تعتبر حصانة كاملة للجيل الناشئ، في مواجهه خطر الأعداء.
فكانت رؤية السيد القائد وتركيزه على المدارس الصيفية هو تأسيس الطالب فكريًا وروحيًا وجهاديا - لتحقيق الهدف الأسمى- وهو تحرير المقدسات من أعداء الأمة الإسلامية والعربية، وبناء جيل حضاري يعرف ربه وينهض بوطنه ويحذر عدوه.




أهمية المدارس الصيفية

تكمن أهمية المدارس والمراكز الصيفية المفتوحة والمغلقة فيما يتلقاه الأطفال والشباب من الثقافة القرآنية والارتباط بالهوية اليمنية التي مصدرها القرآن الكريم، وتعريفهم بالله معرفة حقيقية - إضافة إلى المعارف العلمية والأنشطة العقلية والبدنية التي تنمي قدراتهم ومواهبهم.
كما أن الأنشطة الصيفية تحقق لدى الطالب تنوعا خصبًا - بدءًا من الاهتمام بالصلاة، والبرامج الإيمانية، وزيارة الأرحام، والإحسان والإنفاق، وترسيخ قيم النظافة والتعاون، وغيرها من السلوكيات الإيجابية وأهمها موالاة أولياء الله التي حاول الأعداء سلبها من المجتمع المسلم وغض الطرف عنها بأحاديث وأطروحات غير صحيحة.





تحرير المقدسات والبداية من المدارس الصيفية

إن من برامج الدورات الصيفية وتعليمها في أجيالنا - هي قضية الأمة الأولى - القضية المركزية فلسطين، والحرص على تعريف الطلاب بالهدف الأسمى لكل يماني بتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
إن تعريف أجيالنا بالقضية الفلسطينية، وتعريفهم بعدو الأمة هو من البديهيات، ومن صميم ثقافتنا الإيمانية واليمانية، بل إن هذا الجيل يحمل من العنفوان الجهادي ما يجعل العدو قلقًا ومتوجساً.
كما يتم في المراكز والمدارس الصيفية ترسيخ العداء للعدو الغاصب "إسرائيل" وكشف حقيقته باعتباره محتلا للأراضي العربية، والاستعداد لتحرير القدس من اليهود من خلال شعار "الفتح الموعود.. والجهاد المقدس"، فكان لطلاب هذه المراكز الاهتمام الملموس والواضح من خلال مجسماتهم، ورسماتهم، وصرخاتهم، وخروجهم الأسبوعي في كل جمعة في مسيرات منددة بجرائم العدو الصهيوني المستمر في قطاع غزة، ودعماً للمقاومة الفلسطينية وتفويضاً لقائد الثورة والمجلس السياسي في اتخاذ كافة الخيارات لردع الاحتلال الصهيوني.





المدارس الصيفية ثورة وعي لمواجهة الحرب الناعمة

حاول أعداء الله والوطن وعملائهم الإضرار بأطفال وشباب اليمن بشتى الوسائل الممكنة، لصدهم عن هدى الله، من خلال (الحرب الناعمة)، فكان لفتح المدارس الصيفية التأثير الكبير لتوعية الطلاب والطالبات بهذه الحرب المدمرة على مسار حياة جيل بأكمله.
ومن نتائج مخرجات الدورات الصيفية إفشال أهداف العدو في نشر الرذيلة والمثلية، والرضا بالتواجد اليهودي الصهيوني، وعلى أن تعايش الشعوب مع اليهود تطور ثقافي، وأن أمريكا قوة لا تقهر ولا يجوز الاعتداء عليها حتى لفظاً.
وعبرت المواطنة المصرية - مديرة مركز السلام الصيفي النموذجي هويدا إمام محمد سعد، عن شكرها للقيادة السياسية على اهتمامها ورعايتها للمراكز الصيفية.
وأشارت هويدا في تصريح خاص لموقع "السياسية نت" إلى الحرب التي يتعرض لها القائمين على المراكز الصيفية لأنها تعمل على تأهيل جيل مؤمن وقرآني ويعرف مسؤوليته ويدرك مخططات الأعداء ومنها الحرب الناعمة.
وأكدت أن المدارس والمراكز الصيفية تبني طلاب وطالبات قدوة في الأدب والأخلاق والحشمة.. لافتة إلى الإشاعات التي لا تنتهي حول التعليم الذي يقدم للبنات في هذه المراكز، رغم انهن يتعلمن القرآن وعلومه وصناعات يدوية وغذائية وخياطة وغيرها.
ويخبرنا القرآن الكريم بن أعداءنا أمريكا واسرائيل لا يريدون لنا الخير، فهم يحاولون بشتى الوسائل وعبر مرتزقتهم نشر الشائعات وتشويه المراكز الصيفية لإبعادنا عن الله والقرآن.
ومن النعم التي أنعم الله بها على أهل اليمن، هو الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي - رضوان الله عليه، والقيادة العظيمة ممثلة في السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه.