هذا ما فعلته "الوعد الصادق" بـ"إسرائيل"
السياسية: تقرير|| صادق سريع ||
بـأكثر من 185 طائرة مسيرة و36 صاروخ كروز، و120 صاروخا باليستيا، شنت إيران أول عملية هجومية عسكرية مباشرة في تاريخها على "إسرائيل"، باسم "الوعد الصادق"، استمرت 5 ساعات، كبّدت الأخيرة أكثر من مليار ونص دولار في صد الهجوم فقط دون خسائر الهجمات ، وفقا لتقديرات المستشار الاقتصادي السابق لدى رئاسة الأركان "الإسرائيلية" ، رام أميناخ.
العملية الانتقامية، التي نفذها سلاح الجو - فضائي الإيراني، مساء سبت 13 أبريل 2024، وصفت بالأخطر وغير المسبوقة من منظور الساسة والمحللين وخبراء الحروب والإعلاميين؛ ردا على استهداف "إسرائيل" مبنى ملحق قنصلية طهران في دمشق بغارة جوية في 1 أبريل 2024، أدت إلى استشهاد عدد من موظفي القنصلية.
فشل استراتيجي
عملية "الوعد الصادق" لاقت اهتمام، وأخذت حيزا كبيرا فكانت حدث الساعة، وترند الأخبار في وسائل الإعلام العبرية، التي وصفتها بالأكثر تركيزاً وتنسيقاً من الذخائر الدقيقة "الصواريخ الموجّهة" في التاريخ الأمني العالمي.
وأقرّت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بالفشل الاستراتيجي، الذي مُنيت به "إسرائيل"، قائلة: "إنّ ليلة الرد الإيراني كانت مهزلةً استراتيجية بالنسبة لكيان الاحتلال".
وأكد معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني الفشل الاستراتيجي لـ"إسرائيل" والولايات المتحدة.. قائلاً: "إنّ "إسرائيل" والولايات المتحدة فشلتا في ردع إيران عن الهجوم، إذ تمكّنت من إلحاق الأذى بـ"إسرائيل"، من دون التزام واشنطن بالشراكة على الرد مع تل أبيب".
وإذا أشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أنّ الردّ الإيراني أثبت امتلاك طهران جرأةً وقدرةً ناريةً وعملية، وأكدت تعرض "إسرائيل" لإهانة علنية ثقيلة وغير مسبوقة بعد انهيار الردع الصهيوني، الذي منع إيران من مهاجمتها بشكل مباشر.
بدوره، قال المسؤول السابق في "الموساد"، حايم تومر، لـ"القناة 12" الصهيونية: "إنّ هجوم إيران غيّر قواعد اللعبة، وفرض معادلة جديدة في المنطقة".
وأضاف: "فتح جبهة أخرى معها لإظهار القوة خطأ فادحا يجب تجنّبه، وعلى "إسرائيل" التفكير برد من خلال ائتلاف".
انتصار مسبق
في السياق، علقت الدكتورة في علم النفس الاجتماعي والباحثة في السلوك في عصر الديجيتال، ليراز مرغليت، بالقول: "إن انتصار إيران تحقق قبل الهجوم بوقت طويل، وأن انتصار طهران كان في الجنون هنا، سواء في الجمهور أو في وسائل الإعلام، في الترقب المتوتر للرد، وفي التكهنات التي لا تنتهي".
وردا على تعليق جنرال سابق في سلاح الجو الصهيوني، في أن إيران فشلت وسيتعيّن عليها التفكير في كيفية النجاح أكثر في المرة المقبلة، قالت في مقال نشرته بصحيفة "معاريف" العبرية: "كانت قراءة الجنرال السابق للموقف خاطئة إلى درجة أنني اُضطررت إلى أن أفرك عيني، وأسأل نفسي عما إذا كان هؤلاء هم الأشخاص الذين نعتمد عليهم لتقدير الوضع".
وفي حين أشارت إلى أن عملية إيران أرسلت رسالة واضحة، مفادها بأن المسألة منتهية، والعملية معروفة مسبقاً، ونتيجتها واضحة.. لفتت إلى أن رد طهران كان له في الأساس "مغزى رمزي".
الرد بعيون الخبراء
وفي ظل دعوات المواقف الدولية إلى خفض التصعيد وضبط النفس، لا تزال لغة التهديد والوعيد هما سيدتي الموقف بين طهران ويافا (تل أبيب)، بعد عملية "الوعد الصادق"، التي أعقبها هجوم محدود قرب مدينة أصفهان الإيرانية، في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها، وما تزال طهران تواصل عمليات التحقيق لكشف الجهة التي تقف وراءها.
وحسب الخبراء العسكريين، فإن استخدام إيران الطائرات المسيّرة في العملية الهجومية شكل ضغطا كبيرا على أنظمة الدفاعات الجوية الصهيونية أضاف إلى المسيّرات ميزة صعوبة اعتراضها.
ويصف المحلل السياسي ورئيس تحرير جريدة "رأي اليوم"، الصحفي عبد الباري عطوان، الهجوم الإيراني على "إسرائيل" بالتاريخي وغير المسبوق.
وقال في مقال تناقلته وسائل الإعلام: "لن تعد يافا (تل أبيب) صاحبة القرار بعد الآن، ولا يمكن لأمريكا أن تدعم مرتزقتها عبر تخويف الآخرين في المنطقة".
بدوره، يؤكد الخبير العسكري وي دونجسو، في مقال نشرته صحيفة "غلوبال تايمز"، نجاح إيران باستهداف أهداف عسكرية حيوية في "إسرائيل"، بمعلومات استخباراتية استراتيجية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
ويشير خبير السياسة الخارجية في كلية "المواطنة والشؤون العامة" بجامعة سيراكيوز، شون ماكفيت، إلى عجز أمريكا منع الهجوم الإيراني على "إسرائيل".. مؤكدا أنها كشفت ضعف إدارة بايدن في السيطرة على الصراع في غزة.
ويصف مدير شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي، بريت ماكجورك، العملية بالقول: "لقد كان هجوم إيران من أفضل السيناريوهات من حيث النتيجة".
ويعتبر المسؤولون الأمريكيون المراقبون الهجوم الإيراني أسوأ 12 دقيقة مرهقة للأعصاب حين كانت الصواريخ الباليستية في طريقها إلى "إسرائيل".
في السياق ، نفى خبير صهيوني لم يذكر أسمه، نقلا عن صحيفة "معاريف" العبرية ، صحة تصريحات المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" حول اعتراض الصواريخ الإيرانية بنسبة 99 بالمائة ، وقال:" لقد شاهدنا الصواريخ تسقط على قاعدتي نفاطيم ورامون، صحيح أنه حصل اعتراض لكن النسبة مبالغ فيها جداً والهدف إعطاء الأمان للجمهور".
ووفق الميثاق الأممي، تمنح المادة51 أي دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة الحق في الدفاع عن نفسها.
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أشار إلى أن هدف العملية هو توجيه رسالة تحذيرية لـ"إسرائيل"، مفادها "أننا قادرون على الرد".. مؤكدا أن بلاده لا تسعى لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة.. واستدرك بالقول: "لكن من يفعل ذلك هو رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو".
خلاصة القول:
تعد عملية "الوعد الصادق" الإيرانية الضربة الثالثة التي استباحت حرمة "إسرائيل"، بعد عملية "طوفان الأقصى"، يوم 7 عشر 2023، التي قصمت ظهر الكيان اللقيط، وما بين الأولى والثالثة، ضربات الصواريخ والمسيّرات اليمنية جوا وبحرا، تمرغ أنف "إسرائيل" وأمريكا وبريطانيا ... وتكبّدها خسائر يومية فادحة في "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس" في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب والمحيط الهندي.