لعبة "المفاوضات"
د.عصمت حوسو*
هي اللعبة المفضّلة لدى الكيان، والتي يلعبها النتن اليوم مع سادتهم "حماس"، وهي تشبه إلى حدّ كبير مسخرة "المفاوضات" في مورفين (حلّ الدولتين) والتي استمرت أكثر من ثلاثين عامًا، وكانت النتائج كالآتي:
- اللعب بالوقت وكثرة الاجتماعات والقمم دون جدوى.
- تقليص مساحة "دولة فلسطين" موضوع التفاوض.
- زيادة عدد المستوطنات خلال التفاوض.
- زيادة التنكيل في أهل الضفة والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم من قبل المستوطنين المسلحين برعاية ميليشيا الكيان.
- زيادة الاعتقالات والتوقيف الإداري.
- زيادة تعذيب الأسرى في السجون والتسبّب في استشهاد الكثير منهم.
- زيادة نسبة الاعتقالات من النساء.
- شحن الانقسام في الشارع الفلسطيني من الأطراف المستفيدة.
- زيادة عدد الشهداء وهدم بيوتهم والاعتداء على أهاليهم.
- زيادة الفقر والقهر وسوء أحوال الشعب الفلسطيني.
- زيادة القمع لحرية التعبير عن الرأي ورفض الظلم الحاصل من الاحتلالين.
- زيادة الانتفاع والسطو من "القلة" على أموال الشعب الفلسطيني.
- زيادة الفساد والعمالة وعدد الخونة.
- زيادة الرغبة في التطهير العرقي وإخلاء أرض فلسطين من سكانها الأصليين وتهجيرهم من خلال تضييق الخناق عليهم من الكيان.
- زيادة عدد الحواجز بين مدن الضفة فأصبح التنقّل عبرها في غاية الصعوبة والمخاطرة.
- حصار غزة لما يزيد عن ١٧ عامًا.
- زيادة الاعتداءات على المسجد الأقصى والمقدسات. - زيادة مصادرة الأراضي الفلسطينية في القدس والاستيلاء على بيوت الفلسطينيين كما حدث في الشيخ جراح وغيرها.
- زيادة خطوات تنفيذ "صفقة القرن".
- زيادة العمل والتآمر على تصفية "قضية فلسطين"
- ثم زادت جرائم الإبادة الجماعية والقصف والتخريب لكل وسائل الحياة في غزة عندما ثارت مقاومتها للمطالبة بحقوقها ووقف كل ما سبق.
وما لم يُذكر هنا أكثر مما ذُكر من سوء الاحتلال، ثم يأتي "المقامرين" ويصفون من قام وقاوم لأجل المطالبة بالحقوق والأرض المسروقة من الكيان وأذنابه ب "المغامرين".
والآن منذ ما يقارب السبعة شهور والكيان ما زال يراوغ ويلعب بورقة المفاوضات على العالم أجمع، فهو ذات المشهد يتكرّر بذات الأفعال المجرمة كما ذُكر هنا أعلاه.
ولكنّ الفرق بين اللعبتين في المفاوضات؛ أنّ المقاومة تعي ذلك وتلعب معهم بذات الطريقة، ولم تتنازل عن شروطها؛ لأنّ المنتصر والقوي من يتحكم في المشهد، والأهم أنّ غاية المقاومة واضحة؛ وهي كسب النقاط في طريق (التحرير) لا اللهاث وراء جمع المال، ولا طمعًا في الكراسي المهترئة التي لم تعُد تحمل من يجلس عليها؛ بسبب اهترائها على مدار ثلاثة عقود وانتهاء فعاليتها وكفاءتها ومدة شخوصها القانونية. هو أسلوب الكيان ونهجه بغضّ النظر عن شخوصه سواء النتن أو غيره..
فهل يعي ذلك أهل "الاستسلام" واللاهثين وراء التطبيع القبيح؟! وهل يكفّون الآن عن المتاجرة بقضية الشعب الفلسطيني وقراره؟؟ فهو قرار الشعوب الحرّة كلها لا قرار أفراد عفى عليهم الزمن بعد تجربتنا "المرّة" معهم وانتهاء فرصتهم التاريخية ..
الصوت اليوم للمجاهدين فقط، ومن يقاوم المحتل، ومن روى دمه بتراب فلسطين، ومن ضحّى بالغالي والنفيس فداءً لها، وهو صوت الحق الذين نرنو جميعًا إليه، ولا نريد سماع صوتًا غيره، وصوت الحق يعلو ولا يُعلى عليه مهما طال زمن صوت الباطل فهو زهوقا.
ضبوا ذبابكم وأبواقكم وأدواتكم وصهاينتكم وأطماعكم، فلن تجدِ نفعًا، والحقيقة ساطعة كالشمس مهما حاولتم تشويهها.. تحيا فلسطين، وتحيا المقاومة، وكل التحايا لأحرار الأمتين وشرفائهم فقط.
https://x.com/aysardm/status/1778529686769041857
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب