السياسية || مجيب حفظ الله *

لا جديد في كشف واشنطن عن وجود قاعدة عسكرية تتبعها في جزيرة سقطرى ذات الأهمية الاستراتيجية والجيو سياسية.
منذ اليوم الأول للحرب البربرية التي شنها علينا اعراب الخليج والقيادة اليمنية تؤكد ان هذا العدوان هو امريكيُّ صهيونيٌ بالدرجة الأولى.
ليس سرًا ان الامريكان والبريطانيين يتواجدون في مطار الريان بحضرموت والغيضة بالمهرة وفي بلحاف وميناء عدن ومطارها واكثر من منشأة استراتيجية في المدن المحتلة.
وليس سراً ايضاً ان الاحتلال الاماراتي لعددٍ من الجزر اليمنية الاستراتيجية وبعض الموانئ والمطارات المحتلة ليس أكثر من واجهةٍ لمطامع واجندات استعمارية أمريكي وإسرائيلية هي أكبر من مطامح هؤلاء الاعراب بكثير.
على هذا الصعيد جاء تأكيد مسئولٍ امريكي عبر قناة سكاي نيوز الإماراتية بوجود قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة أرخبيل سقطرى الاستراتيجية.
وفقاً للمسئولٍ في البنتاجون فإن ما اسماه بالإجراءات في سقطرى يأتي بغرض اعتراض الصواريخ البالستية طويلة المدى التي يطلقها الحوثيون في البحرين العربي والاحمر.

تبريرٌ هو في الحقيقة انعكاسٌ وقحٌ وكاذبٌ لمطامع واشنطن وتل ابيب في هذه البقعة الجيو استراتيجية الأكثر أهمية في مسار الملاحة الدولية.
نقول ذلك بكل وضوحٍ لأن هذا التبرير السخيف لا يقنع احداً سوى من صدر عنهم ومن يدور في فلكهم لأنه لا أساس له من الصحة لأن العدو الأمريكي الصهيوني البريطاني بدأ في تأسيس هذه القواعد العسكرية في عددٍ من الجزر والموانئ اليمنية الاستراتيجية قبل حرب غزة الاخيرة وتداعياتها بأعوام عديدة.
منذ بدء قوى العدوان احكام قبضتها على المناطق المحتلة قام الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي بالبدء ببناء هذه القواعد العسكرية وعمل على تطويرها وحينها لم تكن صنعاء قد أطلقت حتى رصاصة بندقية على البوارج العسكرية التي كانت تملأ البحرين العربي والاحمر.
إذن هذا الاعتراف الأمريكي بوجود قواعد عسكرية تديرها واشنطن في عددٍ من الجزر والمناطق اليمنية المحتلة لا يمنح الامريكيين تبريراً لتواجدهم غير المشروع في أي جزءٍ من بلادنا أو ظرفٍ أو أي توقيت.
بل العكس من ذلك هو الصحيح فهذا الكشف يؤكد ان ما تقوم به القوات المسلحة والبحرية اليمنية اليوم في باب المندب وخليج عدن وكل المياه الإقليمية والدولية هو عين الصواب وهو أكثر من مجرد رد فعل.
اذن ما الذي يسعى اليه الأمريكي بالكشف العلني عن تواجده العسكري في جزرنا المحتلة وفي هذا التوقيت بالتحديد والذي أصبحت فيه القوة العسكرية الامريكية تقف عاجزةً في البحرين العربي والاحمر؟
تساؤلٌ قد تحمل الإجابة عليه الكثير من القراءات ووجهات النظر لكن المؤكد ان هذه القواعد العسكرية الاستعمارية هي أمريكية بريطانية صهيونية منذ يومها الأول والمؤكد ايضاً أن الاماراتي والسعودي ليسوا فيها أكثر من مجرد أدوات.
وبالتالي فأنه وأيّاً كان الهدف الأمريكي من هذا الظهور العلني الخبيث فالنتيجة بالنسبة لنا نحن اليمنيين واحدة لأننا لا نفرق بين مستعمرٍ وآخر فكل من يعتدي على بلادنا وسيادتها وأمنها واستقرارها هو هدفٌ مشروعٌ لقواتنا المسلحة التي باتت تمتلك اليد الطولى في كل المعارك التي تخوضها متوكلةً على الله.

- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع