غزة والتصعيد الغربي المقبل ضد روسيا
السياسية: محمد محسن الجوهري*
يسعى الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، إلى زيادة الضغط العسكري ضد روسيا خلال الفترة المقبلة، وما هجوم (كروكوس) الأخير في موسكو إلا مقدمة لأحداث كبرى، تهدف في مجملها إلى خلط الأوراق وصرف الأنظار عن جرائم الإبادة الجماعية في غزة.
وبإعلان تنظيم داعش الإرهابي تبنيه لهجوم موسكو تتضح الصورة أكثر عن نوايا الغرب في روسيا، وكما كشف ترامب من قبل، فإن داعش صنيعة الديمقراطيين في الإدارة الأمريكية.
وبالفعل كل تحركات داعش تصب دوماً في خدمة المصالح الصهيونية، وتريد من خلاله واشنطن ضرب خصومها باسم الإسلام، ومحاولة لتخفيف غضب المسلمين تجاه الكيان الصهيوني.
ولطالما سعى الغرب إلى اختلاق أزمات في العالم الإسلامي لتهميش التعاطف الكبير مع قضية الشعب الفلسطيني، وآخر الأزمات التي ابتدعها الغرب كانت الحرب في اليمن وسورية.
وبالسيناريو نفسه يتكرر المشهد اليوم في روسيا، فنوايا التصعيد هناك مبيتة، وقد أعلنت فرنسا نيتها المشاركة عسكرياً وبشكل مباشر ضد القوات الروسية في أوكرانيا.
تَدَخل فرنسا يعني أن يتدخل الناتو لأول مرة على الأرض في أوكرانيا، عقب أكثر من عامين على اندلاع الحرب بين موسكو وكييف، وبعد أن شارفت الأخيرة على الانهيار بشكلٍ كلي، رغم حجم الدعم غير المباشر المتدفق إليها من غرب أوروبا.
وقبل التدخل المباشر من الناتو، لا بد من ضرب المعنويات الروسية عبر افتعال أزمات داخلية لإثارة سخط الشعب الروسي ضد حكومته، وهي سياسة أمريكية بامتياز وتسبق كل حرب تخطط لها واشنطن، كما حدث من تفجيرات في صنعاء قبيل العدوان السعودي على بلدنا في مارس ٢٠١٥.
ويبدو أن واشنطن تسعى لجرجرة دول وأنظمة إسلامية في الحرب ضد روسيا، وهناك تحذيرات من مشاركة تركية مباشرة في أوكرانيا، وبالتالي يتشتت الدعم الإسلامي لغزة، خاصة إذا كانت قطر تقف لكل آلتها الدعائية إلى جانب حلفائهم الأتراك.
وكما لاحظنا حرص قناة الجزيرة الدؤوب على الوضع في أوكرانيا، وتصوير حجم الكارثة الإنسانية للشعب الأوكراني، وهو السيناريو الذي لعبته الجزيرة من قبل في سورية، والغرض تهميش الوضع في غزة والضفة الغربية.
ومن خلال المعطيات يتضح أن حرباً كبرى في الأفق، وبتخطيط صهيوني متقن، إلا أن عاقبة ذلك قد تخرج عن السيطرة، وترتد النتائج على مفتعليها بشكلٍ سلبي.
ومن يدري، ربما تتوسع الحرب لتشمل كل مصالح الغرب وتنتهي لصالح روسيا، فالأمور لا تزال قيد التوقعات.
إلا أن من يراقب سير المسيرة القرآنية، يدرك أن كل مخططات الغرب تنتهي لصالح رجال الرجال، وبخلاف ما كان يراد لها، ولا خوف هنا على المسار التحرري الذي بدأ في اليمن وسينتهي في فلسطين، سيما لو استهلكت الحرب جميع الأطراف الداعمة الكيان الصهيوني.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب