السياسية:

أكدت صحيفة الثورة أن خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وضع قواعد شاملة للمواجهة وطبيعتها، وحدّد مهام المرحلة مع المعتدي من آل سعود ومن حالفهم على ضوء عملية “توازن الردع”، ومع الخارج ممن لا صلة له بالعدوان والحصار ومع الداخل ممن انخرطوا في صفوف العدوان.

وأشارت صحيفة الثورة في كلمتها اليوم بعنوان ” خطاب المصالحة ونداء الإخاء”، إلى أن خطاب قائد الثورة السبت الماضي للتعليق على عملية “توازن الردع” على حقل الشيبة النفطي السعودي، لقي ارتياحاً وترحيباً واسعين من قبل مختلف شرائح المجتمع ومكوناته الرسمية والشعبية والقيادات السياسية والمواطنين في مختلف المحافظات وأنه يرسم ملامح اليمن الجديد المُتشكّل عن صمود خمس سنوات أمام آلة الحرب الأمريكية السعودية وتطور القوة الذاتية للشعب اليمني.

وقالت “وتتضاعف أهمية الخطاب من كونه شمل صياغة التوجهات والخيارات والمسارات المختلفة لهذه المرحلة، حيث حدد طبيعة الحرب على العدوان وما ستكون عليه انطلاقا من العملية التي نفذها سلاح الجو بعشر طائرات مسيرة على حقل الشيبة النفطي وسُميت بعملية “توازن الردع “.

وأشارت إلى أن الخطاب وضع أساساً لما يتعلق بالداخل وطبيعة العلاقات المفترضة بين المكونات والأحزاب والأطراف في اليمن.

وأوضحت، أنه كان من الواضح والجلي أن الانتقال بالمعركة مع العدوان إلى “توازن الردع” ليست منفصلة عن توجهات المصالحة والحوار مع جميع اليمنيين، وما سبق وأن قدمته القيادة من مبادرات في هذا الصدد عززت من قيم المصالحة والوحدة والإخاء والحوار حول مختلف القضايا وضمن الثوابت الوطنية.

وأضافت ” ومن تلك المبادرات العفو العام عن المخدوعين ممن انخرطوا في صفوف العدوان ، وكذا دعوات المصالحة والتواصلات التي تجري ضمن هذا المسار مع المكونات المختلفة، واعتزاز فخامة الأخ الرئيس بتشكيل لجنة مصالحة شاملة تُعنى بهذا الشأن، ذلك أن الوعي بطبيعة العدوان ومكوناته وأحلافه يقضي بجعل المواجهة له مبنية على بصيرة ومعرفة ويقين بمن هو العدو، وما هي أهدافه، ومن هو المخدوع به وبعناوينه الزائفة “.

كما أكدت صحيفة الثورة أن العدو الذي استخدم السلاح المذهبي وتمزيق النسيج الاجتماعي والفرقة والتنازع مستغلاً لحالة الاستلاب في الوعي والمشكلات والأزمات المتراكمة وحالة الاستقطاب التي انتعشت في ظل الصراعات السياسية، للوصول إلى تحقيق أهدافه الاستعمارية قد انكشف اليوم وبانت حقائقه للجميع دون استثناء بما فيهم أولئك المخدوعين في صفوفه.

ولفتت إلى أن الصورة لم تعد اليوم كما كانت، فالانكشاف الحاصل يجلي الحقائق أمام الرائين، والمطلوب من الجميع تلقف الدعوات الوطنية الحريصة والمسئولة والعودة إلى اليمن وفتح حوارات “يمنية- يمنية” تضم الجميع ولمصلحة الجميع وتحت سقف اليمن.

ودعت صحيفة الثورة القوى المنخرطة في صف العدوان بمختلف مسمياتها إلى استقراء سنوات العدوان والحرب والدمار وما الذي حصلت عليه وماذا أنجزت وحققت من المكاسب لها ولبلادها.

وقالت” كل ما في الأمر أنها مكّنت العدوان من أن يكون الآمر الفاعل ومالك السلطة الحقيقية في كل سيادة يمنية احتلها بحراً وأجواءً وأراضي وثروات ومكنته من نفسها ومن قراراتها ووجودها ويمنيتها، فحتى عودة البعض إلى عدن بات مرهون بإذن ضباط مخابرات إماراتيين وسعوديين “.

وأضافت ” وانطلاقاً من ذلك، فإن من مصلحة القوى المنخرطة في صف العدوان واليمن أن تنحاز إلى نداء التصالح والإخاء وتتجه في مسار وطني تحت سقف الوطن بعيداً عن اجترار ماضي التبعية والعمالة، بعدما ثبت لكل متابع أن في ذلك دماراً وهلاكاً وقتلاً وقهراً واستعباداً، وفيما سواه يمن قوي للجميع ويحتمي به الجميع بلا استثناء “.

وتابعت ” حان الوقت أن يعي المجلس الانتقالي والإصلاح وأتباع هادي وكل المنخرطين في فصائل وتشكيلات الارتزاق والعمالة ممن هم في الساحل أو في عدن أو في غيرها ويعملون تحت إمرة الأجانب وفي صفوفهم أننا جميعا أحق باليمن وبأنفسنا ممن يريدون استعبادنا وقتلنا والتحكم في مصائرنا، وليكونوا على يقين بأن الحرب الأجنبية هي حرب على الجميع، بهم وعليهم وعلينا وعلى كل يمني والشواهد كثيرة على ذلك “.

واختتمت الصحيفة كلمتها بالقول ” وأخيراً.. إلى من قبلوا باحتلال بلادهم وقاتلوا وقُتلوا لذلك ، ورضوا بقتل أهلهم في ديارهم وأسواقهم وتجمعاتهم في سفرهم وحضرهم وصفقوا لتدمير البنى وإعاثة الفساد في الأرض ومن باركوا التعدي على السيادة والحرمات والمحرمات، ومن تخلوا عن كل روابط الدم والدين والوطن، ومن أصبحوا بلا عزة ولا منعة من دينهم ووطنهم ، ومن نسوا أنفسهم حتى اندثرت مشاعرهم الفطرية بالعزة والحرية والكرامة ورفض الضيم والاستعباد والقهر، أن عودوا لحظة إلى ضمائركم أولا وإلى أهلكم وذويكم ثانيا وتذكروا أن البعيد لم يكن إلا عابثا محتلا مستعبدا لكم قاتلا لأهلكم، فلتعودوا اليوم إلى دياركم ولترحموا أنفسكم إن كنتم من طينة هذه الأرض ومن أهلها”.

سبأ