طهران تغير نهجها تجاه حرب اليمن
بقلم : مايكل يانسن
(صحيفة “ذا آيريش تايم”ز البريطانية، ترجمة : جواهر الوادعي -سبأ)
عقد المرشد الأعلى لإيران اجتماعاً مفاجئاً مع أحد كبار مسئولي جماعة الحوثيين، مما يمثل تغيراً كبيراً على أعلى مستوى في موقف إيران من حرب اليمن التي تشنها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
حتى الآن قدمت طهران دعماً دبلوماسياً ومساعدات مادية محدودة للحوثيين الذين على الرغم من أن السعودية وحلفائهم قد صورتهم على أنهم وكلاء إيرانيون.
بينما لم يكن هناك ما يشير إلى كيف يمكن أن تصبح إيران أكثر انخراطاً في اليمن خلال المحادثات مع الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام، أعلن آية الله علي خامنئي “دعمه للجهاد من أجل اليمن”، واتهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالسعي ” لتقسيم اليمن”.
وقال “هذه المؤامرة يجب أن تقاوم بقوة ويجب تأييد اليمن الموحد المتماسك مع وحدة سيادته”. ودعا إلى “حوار داخلي” واتهم السعوديين والإماراتيين بارتكاب “جرائم حرب” في حين أبدى الغرب “عدم المبالاة”.
توفير الغرب للأسلحة
لم تكن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا غير مبالية. لقد زودوا السعوديين والإماراتيين بالطائرات والدبابات والأسلحة والذخائر والدعم اللوجستي لحرب أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد ما يقارب ثلاثة ملايين من أصل عشرين مليون يمني.
تزامن اللقاء في طهران مع استيلاء الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من دولة الإمارات العربية المتحدة على مدينة عدن الساحلية مقر الحكومة التي ترعاها السعودية.
لقد تعهد الانفصاليون اليساريون بالبقاء في السيطرة على عدن طالما حزب الإصلاح الأصولي والشماليون يهيمنون على الحكومة. ينظر الإماراتيون والانفصاليون إلى الإصلاح باعتباره فرعاً لعدوهم، جماعة الإخوان المسلمين.
قال صالح النود المتحدث باسم الانفصاليين في بريطانيا لوكالة رويترز “التخلي عن عدن ليس مطروحا في الوقت الحالي” وقال “أن الجنوبيين يريدون أن يحكموا أنفسهم”.
وقال “السعودية بحاجة لاتخاذ قرار.” “هل يريدون تحقيق النصر في الحرب ضد الحوثيين؟ إذا فعلوا ذلك، فهم بحاجة إلى الاعتراف بـ [المجلس الانتقالي الجنوبي والسماح له] بحكم الجنوب وإدارته “.
سقوط عدن
شكل المقاتلون الانفصاليون العمود الفقري للقوات الإماراتية التي تقاتل الحوثيين في حين كان يشن السعوديون الحرب الجوية.
إن الانفصاليين مصممون على العودة إلى تقسيم اليمن إلى بلدين كما كان قبل عام 1990, الشمال والجنوب، بينما يصر السعوديون والحوثيون والإيرانيون على وحدة اليمن.
يتبع سقوط عدن تحولاً في السياسة الإماراتية يتضمن انسحاباً استراتيجياً للقوات من اليمن واجتماعاً بين كبار الضباط الإماراتيين والإيرانيين لمناقشة الوضع المتوتر في مضيق هرمز الاستراتيجي، حيث يتم تصدير 20 % من نفط العالم.
يترك الانشقاق الإماراتي السعوديين في مواجهة الانفصاليين والحوثيين الذين يطلقون الصواريخ على جنوب اليمن والسعودية.
هذا وكان قد شن ولي العهد محمد بن سلمان ونظيره في أبو ظبي محمد بن زايد حملتهما على اليمن في مارس 2015 معتقدين أنهما سيحققان نصرا بسرعة وسهولة.
يريد بن زايد الخروج، تاركاً لبن سلمان، الذي لا يستطيع القتال بدون الإمارات، إجراء حوار مع الحوثيين والانفصاليين والجهاديين وأمراء الحرب المحليين.