بِــمَ يذكِّرُنا استشهادُ الرئيس الصماد؟
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
يذكّرنا استشهادُ الرئيس صالح الصماد بالعدوِّ الرئيسي للأُمَّـة، فكما نعرفُ جميعاً أن استشهاد الرئيس لم يكن حادثاً عرضياً أَو أنياً بل كان حادث مخطّط له بدقة وإحكام، وتشير كُـلّ الأدلة أن من يقف خلف جريمة الاغتيال هي أمريكا، فقد كان الرئيس يشكل مصدر قلق للأعداء في الداخل والخارج من خلال نشاطه الدؤوب لإعادة تفعيل مؤسسات الدولة، وإدارته للحرب ضد دول العدوان والانتصارات التي تحقّقت في عهده في مختلف المجالات، كُـلّ ذلك جعل من بقائه رئيسًا في اليمن خطراً كَبيراً على مشاريع الأعداء في البلاد وخَاصَّة المشاريع الأمريكية، ولذلك وضعته أمريكا في مقدمة أهدافها وسعت للتخلص منه، وكنت قد سمعت عن الدكتور عبدالكريم الإرياني في وقته أنه وصف الرئيس الشهيد عندما كان مستشاراً للرئيس في 2014م قائلاً: (إن هذا الشاب لو قدر له أن يصبح رئيساً في اليمن فسيشكل نقلةً نوعيةً في البلاد وسيتمكّن من حَـلِّ معظم مشاكل اليمن)، ومن المتوقع أن هذا المعلوماتِ قد وصلت إلى الأمريكي، ويمكن اعتبارُها دافعاً إضافياً للعدو الأمريكي ليعمل على التخلص من الرئيس الشهيد صالح الصماد؛ لأَنَّها لا ترغب في رؤية رئيس حر في بلد عربي أَو مسلم.
وجريمة اغتيال الرئيس الصماد التي ارتكبها العدوّ الأمريكي بمساعدة أدواته في اليمن وفي المنطقة تجعل الشعب يوجه بوصلة العداء نحو العدوّ الحقيقي للأُمَّـة وهو أمريكا، وأن معظم ما تعرض له الشعب اليمني من جرائم قتل وحرب وحصار وراءها أمريكا قبل استشهاد الرئيس وبعد استشهاد الرئيس، وما نراه من عرقلة لتجديد الهدنة وبدء مفاوضات السلام خلال السنتَينِ الماضيتين وراءه أمريكا، واستمرار الحصار وإغلاق المطارات والموانئ وراءه أمريكا، ولذلك فَــإنَّ ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد الصماد تذكرنا بجرائم العدوّ الحقيقي للأُمَّـة.
وباعتبار أمريكا أحد أذرع اللوبي الصهيوني العالمي فكل الجرائم التي ترتكبها بحق الشعوب العربية الإسلامية تأتي في سياق خدمة “إسرائيل” والصهيونية العالمية، وكلّ ما تقوم به أمريكا لحماية “إسرائيل” خلال الحرب على غزة يأتي في نفس السياق، ولذلك فَــإنَّ الشعب اليمن قد عرف عدوَّه الحقيقي ولن يتوانى أَو يتردّدَ في مواجهته على كُـلّ الأصعدة، وما يحدث في البحر الأحمر يؤكّـدُ ذلك.
- المصدر: صحيفة المسيرة
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع