السياسية || محمد محسن الجوهري*

من المعروف أن اليهود ينشرون الفساد بكل أشكاله أينما حلوا، وأن إفسادهم يتركز بالذات على الجانبين الديني والأخلاقي، وليس الإفساد بالنسبة لهم هواية بقدر ما هو هدف ومنهج يسيرون عليه جيلاً بعد جيل لتحقيق غايات معينة تخدم عقيدتهم الشيطانية وتجعل من المسلمين أمة خاملة لا طاقة لها بمواجهة مشاريعهم الإجرامية.
وما نراه اليوم من تخاذل عربي وإسلامي تجاه نصرة غزة الجريحة هو نتاج لجهود متراكمة من الإضلال باسم الدين من جهة، والإفساد الأخلاقي للشعوب المسلمة، من جهة أخرى.
لذا فإن إي توجه لتجزئة الأمة وتدجينها هو توجه يهودي ولو كان عمره أكثر من ألف عام، فاليهود لا يكلون ولا يملون في تنفيذ برامجهم التي تتجلى اليوم على شكل عقائد تدافع عن اليهود وتهاجم المسلمين، كالعقيدة الوهابية التي كفرت المسلمين، وأباحت دماءهم، بينما تُحرِّم على شعب فلسطين الحق في الدفاع عن نفسه.
في اليمن، لعب اليهود ذلك الدور على مدى قرون، ونلاحظ أن الأحياء التي انتشر بها اليهود لا تزال شبه خاملة حتى اليوم، ويرى البعض من أهلها أن الصراع دائماً صراع مصالح، وليس هناك أي حق ينبغي الدفاع عنه.
لكن ما الذي حلّ بمشروع الإفساد اليهودي في اليمن بعد رحيلهم إلى فلسطين؟
الإفساد اليهودي لا يتوقف، وقد حل نيابة عنهم أحزاب وجماعات سياسية ودينية تؤدي الواجب نيابةً عنهم، فالسلطة التي حكمت اليمن على مدى عقود مارست الإفساد بكل أشكاله، وفي جميع الجوانب لدرجة أن تعلن الدولة نفسها الحرب على الاقتصاد الوطني، وتحارب الزراعة والصناعات المحلية، وجعل الشعب في احتياج دائم للغرب.
أما الإفساد الديني فقد تكفل به حزب الإصلاح والجماعات الموالية للوهابية، وحاربوا بفكرهم الشيطاني كل العقائد الإسلامية الصحيحة وكرسوا الصراع المذهبي بين أبناء الشعب الواحد.
ويكفي أن كل الإفساد اليهود يفضحه اليوم المشروع القرآني العظيم، فكل رافض للصرخة والبراءة من اليهود، هو ضحية للتدجين الديني والإفساد الأخلاقي الذي مارسته السلطة والوهابية على مدى عقود.

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب