د. زكريا حمودان*

 

دخلت منطقة غرب آسيا مرحلة جديدة وعنوانها “الوجود الأمريكي في المنطقة” وذلك منذ اغتيال اللواء القائد الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما.

الردود على عملية الاغتيال كانت متعددة وتراوحت بين الردود المباشرة والردود الغير مباشرة، لكن أهم ما حصل حتّى اليوم هي تلك الردود غير المباشرة والتي بتنا نلمس نتائجها اليوم.

الاشتباك العسكري المتزايد في المنطقة

أصبحت القواعد العسكرية والاستخباراتية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية في سورية والعراق والأردن مؤخرًا هدفًا مشروعًا لجميع فصائل المقاومة المنتشرة في المنطقة وهي في تزايد مستمرّ خاصة بعد معركة طوفان الأقصى حيث تحولت العمليات ضدّ القواعد الأمريكية إلى نشاط غير منقطع لفصائل المقاومة العراقية.

إذا أردنا العودة إلى طبيعة الاشتباك في المنطقة يتضح لنا بأن الإشكالية الأساسية هي في الوجود الأمريكي الذي يتمركز في نِقَاط استراتيجية تُعنى تحديدًا في نهب ثروات المنطقة سواءً في سورية أو العراق، دون أن ننسى الدور الاستخباراتي والتجسسي للقواعد الأمريكي وعملاءهم في المنطقة.

الجغرافيا العسكرية المفقودة للولايات المتحدة الأمريكية

بالرغم من تواجد قواعد للولايات المتحدة الأمريكية في نِقَاط محددة خدمة لمصالحها ومصالح حلفاءها الدوليين، فإنَّ إرهاصات اجتثاث الولايات المتحدة الأمريكية من منطقة غرب أسيا قد بدأت تظهر ويمكن قراءة ذلك فيما يلي:

1 – اندفاعة وحماسة عراقية رسمية نحو تفعيل القرارات الرسمية في خروج قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية من العراق.

2 – توجيه ضربات عسكرية غير مسبوقة من فصائل المقاومة نحو نقاط تواجد القوات الأمريكية في سورية والعراق خلال معركة طوفان الأقصى كما قبلها كذلك الامر.

3 – توجه خليجي عربي نحو الشرق ونحو إيران في آنٍ معًا، ابتداءً من التقارب الشديد بين إيران ودول الخليج العربي، وصولًا إلى انصهار بعض الدول الخليجية بشكل كبير في مشروعات مناهضة للوجود الأميركي في العالم كمجموعة دول البريكس ومنظمة شنغهاي.

قد تكون منطقة غرب آسيا هي السند الرئيس للدولار في العالم، لكن العالم اليوم لم يعد يحتمل تربع الدولار على عرش التبادلات المالية، فهل تكون منطقة غرب اسيا مدخلًا لطرد الولايات المتحدة الأميركية عن عرش سيادة العالم؟

* المصدر: موقع العهد الاخباري

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب