السياسية || محمد محسن الجوهري*

لا يخفي النظام السعودي عداءه لليمنيين منذ تأسيسه مطلع القرن العشرين، حيث سعى منذ يومه الأول إلى معاداة اليمنيين إلى درجة بلغت حد التشويه الإعلامي لكل ما هو يمني.

ويؤكد المغتربون هناك أن آل سعود يفرضون عنصريتهم ضد اليمنيين في كل المرافق الرسمية، حيث يتعرض اليمني إلى أسوأ أنواع التعامل، لا لذنبٍ اقترفه، بل لكونه من اليمن.

ولا يقتصر ذلك التمييز العنصري على المغتربين اليمنيين، بل يشمل سكان المناطق اليمنية المحتلة في جيزان ونجران وعسير، حيث يتعامل النظام معهم باعتبارهم مواطنين من الدرجات الدنيا، وليس لهم الحق في التعريف بأصولهم اليمنية، أو الحديث عن ثقافتهم الشعبية، بل وفرض عليهم حتى التخلي عن أزيائهم الشعبية المعروفة.

اليوم ومع طوفان الأقصى، والمشاركة البطولية لليمنيين في هذه المعركة إلى جانب أشقائهم الفلسطينيين، حظي اليمنيون في العالم أجمع بنوع من الاحترام والتكريم، ما جعل النظام السعودي يشن حملة مضادة لتشويههم من جديد، لكن هذه المرة على نطاق أوسع بكثير.

فلم يكتفِ النظام السعودي بتهجير المغتربين اليمنيين، كما حدث أيام حرب الخليج الثانية وكذلك خلال عدوانهم على اليمن، بل امتد الأمر ليشمل القبائل اليمنية في جيزان المحتلة.

آخر الأنباء تشير إلى تهجير قرابة ثلاثين ألف من قبائل جيزان بتٌهم مختلفة، منها الولاء لإيران، ولا تزال عملية التهجير قائمة وسط تكتمٍ إعلامي شديد.

وترى السعودية أن كل يمني يفتخر بيمنيته عميلا لإيران وينبغي التخلص منه، ولو بالإرهاب كما فعلت من قبل مع قبائل نجران، حيث شنت حملة تفجيرات استهدفت أبناء قبيلة “يام” اليمنية في المساجد والأسواق.

والدور قادم لا محالة على قبائل قحطان في عسير، فحالها لن يكون أفضل من يام وخولان بن عامر، ما دام والحرب بدوافع عنصرية، وحتى لا يكون لليمني أي حق في التفاخر بهويته.

أمّا عن تداعيات ما يحدث اليوم لقبائل جيزان، فإن الرهان على القبائل نفسها، وعليها أن تدافع عن بعضها وتقف صفاً واحداً ضد النظام السعودي، سيّما والنظام نفسه يعجز عن شن حرب منظمة بعد استنفاد طاقته في العدوان على اليمن، وأي نشاط مسلح ضد النظام السعودي في هذا التوقيت بالذات، سيكون له تداعياته الكارثية على مشاريع محمد بن سلمان، وستسقط كافة بالضربة القاضية.

لقد مارس آل سعود عنصرية ممنهجه ضد اليمنيين على مدى مائة عام، وحان الوقت لينتهي ذلك القمع، خاصةً وأن الزمن القادم هو زمن اليمانيين وتسودهم للعرب في نصرة فلسطين بوجه الصهاينة اليهود وأذنابهم.

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب