بريطانيا تكشف بعضاً من جرائم حلفائها في اليمن
السياسية || محمد محسن الجوهري*
نشرت شبكة BBC البريطانية مؤخراً وثائقياً عن الدور الإماراتي في تكريس ثقافة القتل والإرهاب بمحافظة عدن اليمنية المحتلة.
ويُظهر الفيلم مقابلات مع عناصر أميركية نفذت سلسلة من الاغتيالات في وضح النهار، واستهدفت قيادات ومؤثرين من حزب الإصلاح بتوجيهات إماراتية مباشرة، ومنذ بداية سيطرتها على ملف الأمن في عدن.
كما يفضح التعاون الأمني بين الإمارات وإسرائيل، حيث اعتمدت الأولى على شركة متخصصة في القتل المأجور اسمها “Spears operation” أي عمليات الرمح باللغة العربية، تتبع رجل الأعمال اليهودي “أبراهام جولان”، المقرب من محمد بن زايد.
وقد أسهمت الشركة في نشر الفوضى في عدن، ليس عبر الاغتيالات وحسب، بل وتدريب مجموعات تابعة للمجلس الانتقالي، حليف الإمارات في الجنوب، وضمت عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش.
أغلب المعلومات الواردة في الفيلم قد سُربت للإعلام عام 2018 تقريباً، على يد شركة Buzzfeed الأمريكية للإعلام، والتي تصنف نفسها بأنها “شركة أخبار اجتماعية وتسلية”.
السؤال هنا: لماذا يستمتع الغرب بفضح عملائه بهذه الطريقة المخزية؟
فالإمارات ما كانت لتجرؤ على فعل ما فعلته في الجنوب لولا توجيهات الولايات المتحدة الأمريكية، فهي شريكها الرئيس في كل جرائمها في اليمن، إلى جانب إسرائيل والسعودية.
لقد اعتاد الغرب دوماً على التخلي عن أدواته في المنطقة، وإسقاطهم أخلاقياً قبل التخلص منهم إلى الأبد، وحتى يظهر الأمريكي بمظهر المنقذ للعرب من جرائم بعضهم البعض، تماماً كما حدث من قبل في العراق.
أمَّا عن حزب الإصلاح، الضحية الأبرز لتلك الاغتيالات، فقد لاقى بذلك ما يلاقيه الإماراتي اليوم على يد الغرب، فهو – أي الحزب – أوَّل عملاء عاصفة الحزم في اليمن، وأكثر من ساندها بالإعلام والرجال، وسخَّر في سبيل ذلك حتى منابر المساجد، وحولها إلى مراكز للتعبئة والتطرف لصالح العدو القادم من الخارج.
دفع إخوان اليمن ثمن خيانتهم غالياً، وهذا درس مهم في مسيرتهم السياسية، لو أنهم استوعبوه جيداً، فالغدر مرتعه وخيم، وكان الأشرف لهم أن يقفوا إلى جانب إخوانهم المناهضين لاحتلال اليمن.
وفي حال لم يستوعبوا ذلك، فليلهم أطول بكثير مما توقعوا، وسيتلاشى تنظيمهم أكثر مما هو عليه اليوم، فالتبعية للغرب لا تعود إلا بالموت والذل، ولهم في نظام صالح قبلهم خير دليل.
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب