المواجهةُ مع اليهود تتطلَّبُ قيادةً ربَّانية حيدرية كي ننتصر
محمود المغربي
يعتقدُ البعضُ أن السببَ في الثَّباتِ اليمني والانتصارات التي تتحقّق، وفي القدرة على كسب المواجهة الحالية مع أمريكا ومن خلفها اليهود أشد الناس عداوةً لنا أُمَّـة الإيمان، يعود إلى ما تمتلك اليمن من قوة عسكرية أَو إلى الاستخدام الذكي لورقة مضيق باب المندب إلا أن هناك دولًا مجاورة تمتلك ترسانة من الأسلحة تفوقُ عشراتِ أضعاف ما نمتلك وهي أعجز من بعوضة ثم أن مضيقَ باب المندب موجودٌ منذ عشرات الآلاف من السنين، ولم يكن في يوم من الأيّام فعَّالٌ بل جعل من بلادنا عُرضةً للأطماع الخارجية.
قد يقولُ قائلٌ: ربما وجود قضية عادلة هو ما يجعلُنا بهذه القوة. وآخر يقولُ: الثقة والإيمان بالله، وفي الحقيقة قد يكون ذلك من عوامل النصر إلا أن القضية الفلسطينية ليست وليدة الساعة، بل هي موجودةٌ منذ ثمانية عقود، ومع ذلك لم يستفد العرب من عدالة تلك القضية ثم أن الثقةَ والإيمان بالله موجود منذ 1400، ومع ذلك لم يحقّق المسلمون انتصارًا واحدًا على اليهود في مواجهة مباشرة منذ غزوة خيبر، صحيحٌ أن المسلمين حقّقوا انتصارات شرقاً وغرباً بما يسمى الفتوحات الإسلامية إلا أن تلك المعارك لم تكُنْ مع أعداء الله والبشرية اليهود، ولم تكن ضد رغباتهم، بل إن لليهود دورًا في نجاح بعضها لنا نتطرق إليها.
إذاً فهناك أمرٌ جوهري يقف خلف هذا التحول الكبير في مسار الأُمَّــة، وخلف الثَّبات والانتصارات اليمنية وخلف الورطة والفشل الأمريكي، وهو ما جعل ورقةَ باب المندب بهذه الفاعلية أمرًا جوهريًّا يحاول البعضُ التهرُّبَ منه وعدم الاعتراف به وعمل اليهود طوال القرون الماضية على أن لا تستفيدَ الأُمَّــة منه؛ لعلمهم أنه سوف يكون سلاحًا فعَّالًا بيد الأُمَّــة يفتكُ باليهود ويجعل معاركَهم خاسرةً.
وذلك الأمرُ الجوهري هو وجودُ قيادة ربانية من نسل طه وعلي الكرار قيادة شجاعة وحكيمة ومؤمنة تدركُ العقليةَ التي يفكر بها اليهود، وتعلمُ نِقَاطَ الضعف والقوة لدى اليهود، وهذا ما يدركُه اليهودُ أنفسُهم ويؤمنون به أكثرَ من إيمانهم بالله ويعلمون أنهم لن ينتصروا علينا أبدًا في معركة يقودها رجل من آل البيت، وهذا ما دفع بهم إلى محاربة آل البيت منذ اللحظة الأولى لنزول الوحي السماويّ، وهم من وقف خلف الخروج على سيدنا علي -عليه السلام- وخلف مقتل الإمام الحسين وزيد -عليهم السلام-، وهم من حاول إجهاضَ الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني وهم من وقف خلف حروب صعدة واستشهاد السيد حسين -سلام الله عليه-.
وبالطبع لم نكن لنتطرقَ إلى هذا الموضوع لولا المرحلة الراهنة وحاجة الأُمَّــة إلى كُـلّ أسباب الانتصار على اليهود، وهذا يتطلبُ التذكيرَ بذلك والوقوف خلف السيد القائد عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- الذي يدير المعركة بهذه القوة والحكمة والقدرة على المواجهة والانتصار فيها بأقل الإمْكَانات.
المصدر : صحيفة المسيرة