السياسية || محمد محسن الجوهري*

إذا تأملنا واقع الأمة العربية اليوم، سنجد الشعوب العربية كافة تقف إلى جانب القضية الفلسطينية، وتؤيد الجهاد المقدس ضد الكيان الإسرائيلي حتى تحرير آخر شبرٍ في أرض فلسطين من دنس اليهود.

بالمقابل تتسابق الأنظمة العربية إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويبارك قادتها جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني المسلم، في تناقضٍ صريح مع توجهات الشعوب العربية، ما يؤكد أن الحكم الاستبدادي مفروضٌ على الأمَّة لحماية إسرائيل، وأن مصدر الشرعية لأولئك الحكام تأتي من خارج الأوطان، وليس من داخلها.

أبرز شاهدٍ على ذلك ما نراه في بلادنا اليوم، حيث يجمع الشعب اليمني، عن بكرة أبيه، على نصرة فلسطين ومناصرة اي تحركٍ ميداني في سبيل ذلك.

ورأينا كيف لقي ذلك التحرك دعماً شعبياً واسعاً لدى سائر شعوب المنطقة، ويتمنى أكثرها مشاركة اليمن في حصارها لإسرائيل، لولا خزي الحكام العملاء.

ومن أجل استمرار هذا الخزي، فرضت أمريكا كل هؤلاء الخونة على أبناء الأمة، ولو عبر انتخابات هزلية ومعدَّ سلفاً، كتلك التي حدثت مؤخراً في مصر، وفاز بها العميل السيسي بأغلبية ساحقة، رغم أن سعبه يلعنه ليل نهار في كل المنابر الإعلامية.

وفي بلادنا اليمن، هل كنا سنحظى بكل هذه الكرامة والعزة، ونتشرف بنصرة الإخوة في فلسطين، لو لم يتحرك الشعب اليمني لإسقاط النظام الموالي للصهيونية العالمية، والذي جثم على صدور اليمنيين لسنواتٍ عجاف كان اليمني فيها محط سخرية العالم أجمع.

وبمجرد أن تحرر اليمن، وخوفاً من مشهد اليوم، تحركت الصهيونية العالمية، عبر وكلائها في المنطقة، إلى شن عدوانٍ دامٍ استمر لأكثر من ثمان سنوات، والهدف منع الشعب اليمني من حكم نفسه بنفسه، وإعاقة المد التحرري لأبناء الأمة.

وأكثر ما تخشاه إسرائيل اليوم، هو أن تتحرك شعوب المنطقة، على غرار تحرك الشعب اليمني، وتتمكن من إقصاء عملائها من الحكم الاستبدادي، وبالتالي نصرة فلسطين وغزة حتى النصر، واستعادة السيادة في الوطن العربي لصالح العرب.

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب