عشر حقائق عن الرعاية الصحية في اليمن
(مجلة “بورجن بروجكت borgenproject” الأميركي باللغة الألمانية، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ)
بقلم: إميلي فيبين
يعيش اليمن حاليا في خضم حرب أهلية عاصفة. وكان لهذه الحرب تأثير مزعزع للاستقرار على نظام الرعاية الصحية في اليمن. حيث يواجه الشعب اليمني معدلات مرتفعة لحالات سوء التغذية وانتشار وباء الكوليرا وعدم توفر المواد الطبية اللازمة. وأريد أن أوضح لكم في هذا المقال 10 حقائق عن الرعاية الصحية في اليمن، وتأثير الحرب على الرعاية الصحية ودور المساعدات الخارجية في معالجة المشاكل الصحية في البلاد.
عشر حقائق عن الرعاية الصحية في اليمن:
الحقيقة الأولى: لأن المرافق الطبية في اليمن باتت تفتقر إلى المواد الضرورية مثل المياه النظيفة، فالأمراض التي تسهل معالجتها تصبح مميتة. يعاني حوالي 80 في المائة من الشعب اليمني من سوء التغذية، ويجبرون على شرب مياه غير النظيفة ولا يمكنهم تحمل تكاليف الرعاية الصحية، مما يجعلهم أكثر عرضة للخُنّاق والكوليرا وأمراض أخرى. لقد دمرت الحرب الأهلية الحالية البنية التحتية والرعاية الصحية في اليمن.
الحقيقة الثانية: عمليات القصف الجوي دمرت المستشفيات في اليمن بشكل متكرر ويصعب على المستشفيات توفير الكهرباء والمياه الجارية بصورة دائمة في ظل الغارات الجوية. والمعارك المستمرة لم تسمح بمعالجة الأضرار التي لحقت بهياكل الجهاز الطبي كي يتسنى معالجة احتياجات الشعب اليمني. وغالباً ما يُطلب من العائلات نقل المرضى والجرحى إلى المستشفيات دون مساعدة من سيارات الإسعاف. و جميع محافظات اليمن البالغ عددها 22 محافظة متأثرة بالقتال.
الحقيقة الثالثة: خلال أقل من عام من المعارك في اليمن، أصابت الغارات الجوية 39 مستشفى. منعت القوات من كلا جانبي النزاع عملية وصول الأدوية والمستلزمات الطبية من الخارج، مما حال دون تدفق الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض، مثل الكوليرا. وهذا يُعرض الشعب اليمني، وخاصة الأطفال، للخطر؛ حيث يموت يومياً 144 طفلاً بسبب أمراض قابلة للعلاج وأكثر من مليون طفل يتضورون جوعاً أو يعانون من سوء التغذية.
الحقيقة الرابعة: لا يمكن للمرافق الريفية، مثل تلك الموجودة في المناطق الشمالية المرتفعة، توفير الغذاء الكافي للمرضى. وبالتالي يمنع نقص الغذاء في العديد من المستشفيات من تقديم العلاج الناجح لسوء التغذية.
الحقيقة الخامسة: بدأ وباء الكوليرا في اليمن عام 2016، أي بعد عام من بداية الحرب الأهلية. وبحلول العام 2017، انتشر المرض بسرعة. و في العام 2019، لا تزال الكوليرا تمثل مشكلة خطيرة في البلاد. وتسببت في 2500 حالة وفاة في اليمن خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2019.
الحقيقة السادسة: تم الإبلاغ عن ما يقرب من مليون حالة إصابة بالكوليرا بحلول نهاية عام 2017. إن تفشي وباء الكوليرا في اليمن هو الحالة الأشد خطورة على الإطلاق منذ العام 1949. وقد تسبب سوء ترشيح المياه والصرف الصحي في شدة تفشي المرض.
الحقيقة السابعة: يحتاج حوالي 80 في المائة من سكان اليمن، بمن فيهم 12 مليون طفلاً، إلى المساعدات. خلال النصف الأول من عام 2019، ارتفعت حالات الكوليرا عند الأطفال بشكل كبير. تم الإبلاغ عن109 ألف حالة كوليرا في الأطفال بين يناير ومارس من عام 2019. و كانت نسبة الأطفال دون سن الخامسة تشكل نسبة 35 بالمائة من هذه الحالات.
الحقيقة الثامنة: بين العامين 2015 و 2018، قدمت منظمة أطباء بلا حدود المساعدات إلى 973 ألف مريض في غرف الطوارئ في عموم المستشفيات والمراكز الصحية في اليمن. عالج متطوعو منظمة أطباء بلا حدود حوالي 92 ألف حالة إصابة لها علاقة بالحرب. وعالجت منظمة أطباء بلا حدود 114646 حالة كوليرا و 14370 حالة سوء تغذية. وتوفر منظمة أطباء بلا حدود الدعم الحيوي لنظام الرعاية الصحية في اليمن.
الحقيقة التاسعة: تتعاون الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID مع منظمة اليونيسف UNICEF ومنظمة الصحة العالمية WHO لتوفير مساعدات الرعاية الصحية لليمن، مع التركيز بشكل خاص على صحة الأمهات والرضع والأطفال. في عام 2017، قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتدريب 360 عاملاً في مجال الرعاية الصحية في 180 منشأة لعلاج مشاكل صحة الطفل. كما تلقت تلك المنشآت المواد اللازمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. بالإضافة إلى أنهم يعملون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية لتحسين ظروف العمل في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك قطاع الرعاية الصحية.
الحقيقة العاشرة: خلال السنة المالية 2018-1919، قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 720,854,296 دولار كمساعدات لليمن.
مولت هذه المساعدات مجموعة متنوعة من المشاريع، مثل محطات المياه التي تم إصلاحها لضمان تحسين الوصول الحصول على المياه النظيفة. تمول الولايات المتحدة أيضاً برنامج WASH، وهو برنامج يهدف إلى تحسين الوصول إلى المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. والهدف النهائي لبرنامج WASH هو تحسين الرعاية الصحية في اليمن، خاصة بالنسبة لفقراء الريف.
إن نظام الرعاية الصحية في اليمن في حاجة ماسة إلى المساعدات الطارئة. لا يمكن لحكومة البلد، التي تغمرها الحرب، تلبية الاحتياجات الطبية لشعبها، خاصة في ظل انتشار وباء الكوليرا المستمر، حيث يمكن لجهود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغيرها من منظمات الإغاثة أن تقدم الدعم الذي يحتاجه نظام الرعاية الصحية في اليمن في هذا الوقت.