حصار غزة.. عار على السيسي أم عار على مصر؟
السياسية || محمد محسن الجوهري
طالعنا التصريح الأخير لمحامِ إسرائيلي في محكمة العدل الدولية بـ”لاهاي”، عندما نفى مسؤولية الكيان الصهيوني عن حصار غزة، وأنَّ معبر رفح بيد مصر وهي من تغلقه في وجه المساعدات الإنسانية، وتمنع وصولها إلى القطاع.
بذلك تكون إسرائيل قد برئت نفسها من مسؤولية المجاعة وتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، ووضعت شريكتها مصر في وجه المدفع لتلقي الضربات نيابةً عن اليهود.
صحيح أن قرار فتح وإغلاق معبر رفح اسمياً بيد السلطات المصرية، لكن الجميع يعلم أنَّ مصر لا سيادة لها على رفح وكل سيناء، وسائر حدودها البرية والبحرية مع فلسطين المحتلة، والسبب هيمنة اللوبي الصهيوني على القرار السيادي في مصر.
ولأن دولة مصر تخضع للهيمنة الأمريكية، فمن الطبيعي أن يكون حاكمها عميلاً لإسرائيل، ولولا عمالته تلك لما استحق لقب رئيس مصر ولما بقي في منصبه لأكثر من عام.
وفي إطار تلك العمالة، يمارس الجيش المصري مهمة حماية إسرائيل من شعب مصر المسلم، ويمنع أي جهود شعبية لتحرير فلسطين؛ لذا ترى ذلك الجيش حملاً وديعاً على إسرائيل، لكنه أسدٌ هصور إذا ما تعلق الأمر بأهله في مصر.
ومقابل عمالة حكام مصر، يقدِّم الغرب بعض المساعدات والدعم الاقتصادي لإسكات شعب مصر، وحتى يلدو راضياً عمَّا يتعرض له من قمع وانتهاكات، وهذا يؤكد أن الحكم الاستبدادي في مصر وسائر بلاد العرب صنيعةَ أعداء الأمَّة في أمريكا وأوروبا.
ويرى أولئك أنٌ شعوب أمتنا مجرد أفواه لا همَّ لها سوى التهام ما يمكنها التهامه من فتات الآخرين، ولو على حساب دينها وكرامتها وحقها في الحياة الكريمة.
وهنا تكون المسؤولية على الأمة أكثر من حكامها، فالشعوب كافة مخاطبة اليوم أن تقول كلمتها، وأن تعلن براءتها ممن يحكمونها من الخونة، وفي مقدم كل ذلك شعب مصر الذي يرفض في مجمله جرائم إسرائيل بحق الأبرياء في غزة، ويرفض حتى اليوم الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني.
إن القضية الفلسطينية هي البوصلة وقبلة الأحرار كافة، وبمستوى نصرتها تتضح لنا طبيعة أنظمتنا الحاكمة، وقمع تلك الأنظمة لأي جهود مناصرة للقضية الفلسطينية لهو برهان جلي على عمالتها لليهود..
لا شك أن شعب مصر سيقول كلمته بشأن غزة، وأن السيسي سيلتحق عما قريب بسلفه مبارك، ولكن الأهم أن تكون فلسطين حاضرة في قلب ذلك كله، وأي حكومة مقبلة في مصر ستضمن حق الشعب في الحرية والكرامة بقدر نصرتها لفلسطين وغزة، فمن يناصر الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل سيحرص على كسب ود الشارع، وحشد كل الطاقات ضد عدوة فلسطين وعدوة الأمة الإسلامية كافة.
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب