أمريكا وشريعةُ الغاب
محمود المغربي
أيُّ منطقٍ وعُرفٍ ودين وقانون يجيز ويشرعن تقديم الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي اللا محدود لكيان خبيث غاصب مجرم دخيل يحتل الأراضي الفلسطينية ويقتل ويحاصر ويشرد ملايين الفلسطينيين؟!
ويحرّم ويجرّم تقديم الحد الأدنى من المساعدة والمطالبة بإدخَال الطعام والشراب لشعب مظلوم يقتل ويحاصَرُ ويهجَّرُ من أرضه، التي يمتلك الحق والشرعية التاريخية والدينية والقانونية في السيادة والحياة والعيش فوق تراب بلاده ووطنه فلسطين المحتلّة!!
وأيُّ أحمق يقبل ويرضخ ويرضى بذلك، وكيف لنا التعايش مع أمر مماثل، وكيف يمكن لنا النوم بضمير مرتاح ونحن نشاهد كُـلّ هذا الظلم والمجازر والمذابح بحق إخوة لنا في الدين والوطن واللغة والعروبة والإنسانية، ونصمت ونقف مكتوفي الأيدي مهما كانت الظروف المحيطة بنا، وكيف نقبل أن يأتيَ الأمريكي من الطرف الآخر للكرة الأرضية لنشر الأساطيل والسفن الحربية على سواحل بلادنا ويقدم الدعم الكامل للكيان الصهيوني، الذي يحتل مقدساتنا ويقتل ويحاصر إخوة لنا، ونعجز نحن كعرب ومسلمين وبشر أن نكسر الحصار وتقديم المساعدة لشعب هو جار وأخٌ لنا، بلاده محتلّة وهو محاصَرٌ يمنع عنه الطعام والشراب ويباد على أرضه أمام مرأى ومسمع هذا العالم المنافق!!
وكيف للعالم أن يبادر لتقديم المساعدة لأبناء غزة إذَا كنا نحن العرب والمسلمين لم نفعل ذلك، ونحن الإخوة والجيران لهم وعجزنا حتى عن تقديم الطعام والشراب والسلاح لهم لكي يدافعون عن أنفسهم، وماذا سوف يكتبُ التاريخ عنا، وماذا سَنقول نحن لأطفالنا وأحفادنا عندما يسألون: أين كنتم، ولماذا لم تتحَرّكوا ووقفتم صامتين والشعب العربي الفلسطيني يباد ويهجر من أرضه؟!
وكيف نكونُ -نحن اليمنيين- إرهابيين وقطاعَ طرق ومخالفين لقانون وشريعة الغاب التي تعيشُ أمريكا والغرب عليه؛ لأَنَّنا نرفض ذلك القانون وشريعة الغاب الأمريكية، ونعيش على مبدأ مغاير ومخالف للرغبة الأمريكية؟!
- المصدر: موقع أنصار الله
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع