عملية “طوفان الأقصى” تُظهر حقيقةَ الروافض
السياسية || محمد محسن الجوهري*
حسب الرواية الإسرائيلية، فليس هناك شيء اسمه “القضية الفلسطينية”، وما يحدث في غزة والضفة ليس سوى أزمة سياسية صنعتها إيران لخدمة مصالحها في المنطقة.
وعلى هذا يمضي الإعلام المـُطبع في العالم العربي، ويقوم بتكرار الرواية الإسرائيلية ليل نهار بهدف شيطنة المقاومة الفلسطينية، وكذلك كل من يتحرك لنصرة فلسطين من أبناء الأمة، كاليمن وسورية.
ثمَّ يأتي دور شيوخ الفتنة في نجد وملحقاتها، فيكفرون كل من يعادي إسرائيل، ويتهمونه بالرافضة ومعاداة الصحابة ولو كان من أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، والمغلوب على أمره.
فما يُسمى بِـ”هيئة كبار العلماء” في السعودية، تمارس التكفير والتحريض ضد المسلمين كافة، ولا تفوت أي فرصة لإشعال الفتن الطائفية في دول العالم الإسلامي، لدرجة أنَّ أحد أعضائها ظلَّ يحرِّض على الاقتتال في سورية حتى شاهد الملائكة تقاتل ضد السوريين هناك.
بينما يعمه ذلك الشيخ وأمثاله في المملكة عن رؤية المجازر اليهودية بحق المسلمين في غزة، رغم بشاعتها وتكرارها بشكلٍ يومي، منذ 7 أكتوبر الماضي.
وهنا تتضح حقيقة المشروع الطائفي الذي تموله السعودية، فغزة كلها على مذهب السنة والجماعة، ولكن لا بوكي لهم إذا كان القاتل يهودياً، فاليهودية ديانة سماوية يدرسها حاخامات الوهابية في مراكزهم التبشيرية، داخل المملكة وخارجها.
وأينما وُجدت تلك المراكز، فلا يمكن أن تسمع لها ركزاً ضد اليهود وجرائمهم في فلسطين، ويقتصر نشاطهم على تكفير المسلمين، واختلاق الاختلاف وزراعة الفتن بين الأخ وأخيه، وفي سبيل ذلك يستغلون أي حادثة لها طابع مذهبي، ليبقى الصراع إسلامياً – إسلامياً، لتبقى الأمة مشغولةً بنفسها فلا تتفرغ لتحرير فلسطين.
ومن عجائب طوفان الأقصى المباركة، أنها كشفت البر من الفاجر، وأظهرت للأمة حقيقة “الروافض” فهم من يرفضون الاعتراف بإسرائيل، وينحازون لصالح القضية الفلسطينية.
ولولا فلسطين ما عرفنا المحق من المبطل، ولذلك جعل الله مودة اليهود خروجاً عن الدين كما ورد في سورة المائدة.
ولا شك أن النصر الإلهي قادم لا محالة في غزة وسائر فلسطين، ولكن قبلها يجب أن تسقط الأقنعة، ويظهر الجميع على حقيقتهم، حتى تعرف الأمة الإسلامية عدوها من صديقها.
وبفضل الله علينا في اليمن، فقد تحررنا من الوصاية السعودية في 21 سبتمبر 2014، ولولاها لكانت مواقفنا اليوم مخزية، كما هو حال مرتزقة السعودية والإمارات، وحال الأنظمة التي حكمت اليمن قبل ذلك التاريخ.
– المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع