زيارة بلينكن للمنطقة.. لحماية الكيان الغاصب من الانهيار أم لوقف العدوان على غزة؟
السياسة – تقرير: عبد العزيز الحزي
في إطار مساعي أمريكا لحماية كيان العدو الصهيوني، بدأ وزير خارجيتها أنتوني بلينكن زيارة، الى الأردن ضمن جولة مكثفة له في منطقة الشرق الأوسط هي الرابعة محورها تفادي توسع نطاق الحرب في المنطقة.
ووصل بلينكن الليلة الماضية، الى عمّان بعد محطتين في تركيا واليونان.. ومن المقرر أن يعقد اليوم الأحد محادثات مع نظيره الأردني أيمن الصفدي والملك عبدالله الثاني، ويزور أحد مراكز برنامج الأغذية العالمي في العاصمة، بحسب ما أكد مسؤول في الوفد المرافق له.
وقال بلينكن مساء السبت في مطار خانيا بجزيرة كريت اليونانية: إنه “يجب علينا ضمان عدم اتساع النزاع” في غزة حيث دخلت الحرب شهرها الرابع.. مضيفاً: إن “أحد أوجه الخوف الحقيقية هي الحدود بين كيان الاحتلال ولبنان ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من عدم تصعيد الوضع”.
ومنذ اندلاع العدوان على غزة في العاشر من أكتوبر الماضي، يتبادل حزب الله وكيان العدو الصهيوني القصف يوميا عبر الحدود.
وزادت المخاوف من تصاعد التوتر على هذه الجبهة بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري بضربة جوية لكيان العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء.
وأعلن حزب الله السبت عن إطلاق أكثر من 60 صاروخا باتجاه “قاعدة مراقبة جوية” في شمال فلسطين المحتلة، واضعا ذلك في إطار “الرد الأولي” على اغتيال العاروري وردا على سلسلة الغارات الصهيونية على مناطق بجنوب لبنان.
وأشار بلينكن إلى أن الكثير من المحادثات التي سيجريها خلال الأيام المقبلة مع جميع حلفاء واشنطن وشركائها ستدور حول الإجراءات التي يمكنهم اتخاذها باستخدام نفوذهم وعلاقاتهم لضمان عدم اتساع هذا النزاع.
كما أشار إلى “الدور الحيوي” الذي يمكن أن تلعبه تركيا في هذا الصدد، وذلك بعد محادثاته في إسطنبول مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ودخل العدوان على غزة شهره الرابع اليوم الأحد، في ظل مخاوف أمريكية من تفاقم الصراع على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوسعه في المنطقة.
وشدّد بلينكن على “ضرورة منع توسّع النزاع، وزيادة المساعدات الإنسانية، والحد من الضحايا المدنيين، والعمل من أجل سلام إقليمي دائم، والتقدّم في اتجاه إقامة دولة فلسطينية”.
وفي صلب محادثاته التي سيجريها بلينكن مع شركائه العرب الذين يؤكدون أن الأولوية هي لوقف دائم لإطلاق النار، يريد الوزير الأمريكي مناقشة إدارة القطاع في غزة وهو ما يلبي رغبات العدو الصهيوني في تصوّراته لـ”اليوم التالي” لانتهاء العدوان.
وسيزور بلينكن بعد الأردن، قطر التي أدت دور الوسيط في هدنة بين كيان العدو الصهيوني وحماس أواخر نوفمبر الماضي أتاحت إطلاق رهائن من غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين.
ويختتم بلينكن يومه في أبو ظبي، قبل أن يتوجه إلى السعودية الاثنين، ثم إلى الأراضي المحتلة حيث يتوقع أن يجري محادثات أكّد أنها “لن تكون سهلة”.
واعتبر مراقبون بأن زيارة بلينكن، للمنطقة في ظل المخاطر المحيطة بالعدو الصهيوني تهدف الى تخفيف الضغط على الكيان المُحتل من مخاوف توسع الصراع في المنطقة.. مؤكدين أن الخسائر الصهيونية الفادحة دفعت أمريكا لمحاولة بحث وقف الحرب، لا سيما مع تزايد الأزمة الإنسانية، ونزوح ملايين الفلسطينيين في غزة.
فيما أشار سياسيون إلى أن “جولة بلينكن في الشرق الأوسط، تأتي في وقت حساس للغاية بسبب فشل كيان العدو الصهيوني في السيطرة عسكريًا على قطاع غزة، والرشقات الصاروخية التي خرجت من شمال غزة على تل أبيب وعسقلان في بداية العام الجديد”، وأنها “كانت رسالة للكيان الغاصب والولايات المتحدة الأمريكية، بأن المقاومة حاضرة وبقوة”.
كما أن “العمليات التي أقدم عليها كيان العدو الصهيوني، مثل اغتيال صالح العاروري، وتفجير الداخل الإيراني، كلها أمور تجعل من انفجار أوضاع منطقة الشرق الأوسط على المحك.. وفق السياسيين
ويرى مراقبون أن الوضع يحمل في طياته الكثير من الأمور والمشاكل، وهو ما يعني أن بحث طريقة إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة أصبح أمرا ملحا خوفا من انفجار الأوضاع في المنطقة.
وتأتي زيارة بلينكن في ظل مخاوف من نقل الحرب المشتعلة في غزة والضفة لمناطق أخرى تشمل الإقليم، كما تشمل بحث الحلول السياسية التي أفرزتها عملية “طوفان الأقصى”، لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية”.
في السياق ذاته، اعتبر محللون أن زيارة بليكن، إلى المنطقة لا تعدو أن تكون جولة استكشافية للمواقف العربية الإقليمية بشأن اليوم التالي لوقف العدوان على غزة.. لافتين إلى أن فشل رهان إدارة واشنطن على حكومة “تل أبيب” بشأن الحرب على غزة يجعلها في موقف حرج، إذ راهنت واشنطن على قدرة نتنياهو على تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه قسرا وأعطته مزيدا من الوقت لتحقيق أهدافه المعلنة من وراء هذه الحرب.
ويزور بلينكن المنطقة بدءا بتركيا ثم الأردن ومصر والسعودية والإمارات والأراضي الفلسطينية، لكنه ومن خلفه الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني الغاصب لا يملكون أي رؤية لليوم التالي، والنتائج هي من تحدد المستقبل وسيناريوهاته.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، قد قال: إن “بلينكن، سيناقش مسائل من بينها إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير”.
وتأتي زيارة بلينكن وسط خلافات حادة يشهدها مجلس الحرب الصهيوني بشأن المسؤولية عن عملية “طوفان الأقصى”، الذي شنتها الفصائل الفلسطينية، في السابع من أكتوبر الماضي.
وبلغت حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة نحو 22,722 شهيدا و58,166 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي بحسب ارقام رسمية.
ومنذ عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية على كيان العدو الصهيوني الغاصب في السابع من أكتوبر الماضي يعترف العدو الصهيوني بمقتل نحو 1140 بحسب أرقام رسمية صهيونية، ورهائن بنحو 250 ولا يزال 132 داخل القطاع.
سبأ