فلنستعد للحروب إذا أردنا السلام
السياسية || محمد محسن الجوهري
إنَّ الحديث عن السلام، ليس إلا إستراتيجية متقدمة من قبل الأطراف المتحاربة، خاصة في زمن الهيمنة اليهودية على العالم، أما في الحقيقة، فالسلام أكذوبة كبرى لا يقتنع بها إلا صغار النفوس، كحكام العرب اليوم.
وليس من قبيل العبث أن يقال: بأن أكثر الشعوب المنكوبة في العالم، هي نفس التي تبحث فقط عن الرفاهية والدعة، كحال الشعوب في بلدان العالم الثالث.
أمَّا من تنعم بالرفاهية فعلاً، فهي الأمم التي تمتلك الأساطيل العسكرية، وتخصص الجزء الأكبر من ميزانياتها للتطوير العسكري، وحشد أكبر عددٍ من الجنود في صفوفها.
كما هو معروف، فلا يكاد يخلو يوم دون أن تطور إسرائيل قدراتها العسكرية، أو تضاعف مخزونها من وسائل الموت، ولم تثق يوماً في اتفاقيات السلام المجحفة بحق خصومها في المنطقة.
ورغم تلك الترسانة من الأسلحة، يبادر “الكيان الصهوني” إلى تنفيذ مشاريع سياسية في المنطقة وسائر دول العالم لإبعاد شبح الحرب من أمامها، عبر إنتاج ثقافات متعددة لتدجين الأمة، واستنعاج شبابها من الداخل، كما تتحرك لضرب أي خطر محتمل ولو في بداياته، كما فعلت تجاه المشروع القرآني الذي بادرت بخنقه وهو لا يزال في المهد، عبر استهداف الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس المشروع، لعلمها بخطورة ما يصبو إليه، رغم قلة الإمكانات لديه، وعلمها بقلة الناصرين له في ذلك الوقت، وبكونه في منطقة نائية في محافظة نائية، وفي بلد ناءٍ أيضاً.
وتمتلك “إسرائيل” مخزون من العملاء الذين يروجون للسلام في البلدان الإسلامية، بما فيها اليمن، فكل الأطراف السياسية الحاكمة في البلاد قبل 21 سبتمبر ، هي أدوات عميلة تتحرك بتوجيهات السفير الأمريكي حتى اللحظة.
وفي مقابل ذلك كله، لا بد من مشروع عملي لمجابهة الخطر الإستراتيجي اليهودي، وعلى مختلف الأصعدة، سيما الإعلامية منها؛ فأولوية الصهاينة في الوقت الراهن ضرب الجانب المعنوي لدى اليمنيين، والذي يتجاوز الجبال طولاً بعد عمليات القوات المسلحة مؤخراً، رداً على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني المسلم في غزة المباركة.
وإذا أمعنَّا النظر في إعلام المرتزقة بمختلف فصائلهم، سنجدهم مختلفين في كل شيء تقريباً إلا ما يخص المواجهة الحالية في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية.
وكأن نفس “السكريبت” يوزع عليهم جميعاً من جهة موحدة، وهو ما يحدث بالفعل لدى كل وسيلة إخبارية مدعومة من الرياض أو غير الرياض من عملاء “إسرائيل” في المنطقة.
لقد سقطت كل الأقنعة بعد اندلاع عملية طوفان الأقصى، وصار القوم بين مؤيد للمجاهدين في فلسطين، أو صهيوني يخفي صهيونيته بدعاوى الوضع المعيشي، والرغبة في السلام.
ولا فوت من الهلاك إلا إذا تمسكنا بعلم زماننا، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، القائد الحكيم والشجاع في زمن عزت فيه الرجال وتوارى فيه العرب خوفاً من اليهود.
وفي توجيهاته ما يكفي لضمان النصر في مواجهة المؤامرات التي يحيكها اليهود عبر أدواتهم في اليمن وخارج اليمن، فهو القائد الوحيد الذي يستوعب كل أساليب العدو، ويستعد لكل واحدة منها على حدة.
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع