اغتيال العاروري: واشنطن مقتنعة بضرورة التضحية بنتنياهو
السياسية:
أكد مسؤولون أميركيون ما رفض رئيس الوزراء الصهيوني تبنيه علانية على رغم كل الأدلة على تورط كيان الاحتلال في اغتيال القيادي في حركة حماس، صالح العاروري. هذا التأكيد الأميركي رافقه تصريحات بأن الولايات المتحدة لم تكن على علم بعملية الاغتيال قبل وقوعها. وفيما أعلن وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن تأجيل زيارته إلى بيروت مدعياً أن ذلك غير مرتبط بعملية الاغتيال، ينتظر الجانبان تداعيات خرق قواعد الاشتباك واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت والتي أكد حزب الله أنها لن تمر دون عقاب.
نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أميركي كبير قوله أن كيان الاحتلال هي المسؤول عن تنفيذ العملية. وهو ما أكدته مصادر أيضاً لموقع اكسيوس. في حين اتفقت المصادر التي تحدثت للإعلام الغربي “إسرائيل” لم تخبر البيت الأبيض في خطتها، لكن الرئيس جو بايدن أبلغ عند التنفيذ.
هذا التفصيل قد لا يغير في الواقع شيئاً او يفرض تغييراً مفصلياً في العلاقة بين الجانبين. لكنه، فعلياً، يكشف عن مشروع نتنياهو بالذهاب بعيداً في تحقيق هدف ما من شأنه ان يساعد في هندسة رواية انتصار يمكن تقديمها للشارع الصهيوني عند التوصل لوقف اطلاق النار.
أرجأ وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن زيارته إلى “إسرائيل” حتى يوم الاثنين المقبل. وكان من المفترض أن تتم الزيارة يوم الخميس. وفيما أكد البيان على أن التأجيل لدواع فنية، ربط البعض التأجيل بعملية الاغتيال ومعرفة البيت الأبيض المسبقة بذلك. في حين أن مغادرة حاملة الطائرات من البحر الأبيض المتوسط قد توضع في السياق نفسه.
وكانت حاملة الطائرات الأميركية “جيرالد فورد”، غادرت منطقة الشرق الأوسط، خلال الأيام الماضية، والتي أمضت أياماً مقابل السواحل اليونانية وهو ما أثار موجات سخط لاستقبالها. وفيما اثار هذا القرار قلق “إسرائيل” من فقدان عامل من عوامل الردع، ربط المحللون مغادرة الحاملة بالرغبة الأميركية توجيه رسالة للكيان بأنه قد حان الوقت لوقف الحرب. من ناحية أخرى، يمكن القول أن القرار يأتي على خلفية الرغبة الأميركية بإيصال رسالة للكيان أن لا وقت لاستكمال العملية العسكرية دون اهداف تتحقق. وهو من شأنه ان يعرض المصالح الأميركية للخطر ويحوّل الوجود الأميركي في المنطقة إلى أهداف دسمة للمتربصين بها وعلى غير جبهة، في العراق وسوريا ولبنان، مع عدم القدرة على حصر المواجهات في اليمن ضمن البحر الأحمر، خاصة بعد الاعتداء الأميركي الأخير على القوات البحرية اليمنية وهو ما أكد عليه قائد قوات الدفاع الساحلي، اللواء الركن محمد القادري في حديث لموقع “الخنادق” بأن “اليمن سيرد وقد حدد الهدف الذي لن يقتصر على البحر الأحمر بل قد يشمل القواعد التي يتمركز بها الأميركي والصهيوني”.
يأتي اغتيال الشهيد العاروري ضمن “مرحلة القضاء على قادة حماس” على حد تعبير الاعلام الصهيوني . لكن الأميركي الذي لم يتوان عن تقديم الدعم للكيان في مختلف جرائمه، تتزايد هواجس توريطه في مواجهة أخرى أيضاً. حيث أعلنت منظمة الاستخبارات الوطنية التركية ومكتب مكافحة الإرهاب التابع لمكتب المدعي العام في إسطنبول انها “احتجزت 33 مشتبهاً بهم كجزء من عملية تهدف إلى تعطيل جهود الموساد لاستهداف الرعايا الأجانب في البلاد… وألقي القبض على المشتبه بهم في ثماني محافظات”.
كل هذه المحاولات الصهيونية لتعويض الفشل في قطاع غزة، والتي وصلت إلى حد المخاطرة بخرق قواعد الاشتباك، قد لا تقي نتنياهو شر البيت الأبيض أولاً ومعارضته ثانياً. اذ ان الأخيران يجتمعان على قناعة مفادها أن مفتاح الخروج من عنق الزجاجة هو التخلي عن “بيبي” لبدء مرحلة جديدة، لن تكون الجبهات المفتوحة في المنطقة أهون الشرور بالنسبة للكيان.
* المصدر: موقع الميادين
* المادة نقلت حرفيا من المصدر