أمركة العالم
محمد الفرح
كثير من قاصري الوعي بطبيعة المعركة الدائرة اليوم بين أمريكا وبين أحرار الأمة، يرون أن الاستهداف الامريكي والاسرائيلي يقتصر على أشخاص أو فئات محددة أو بلدا معينا، والبعض الآخر يضع حدودا وسقوفا للمعركة، ويحمل تصورات مغلوطة عن ابعادها فهو يرى أن صراعها محصور مع ايران ومع محور المقاومة فقط.
والبعض يصدق عناوين امريكا ويؤمن بها كمنقذة ومحررة وراعية للسلام ويفرح اذا سمع تهديداتها ضد من يكرههم.
يا إخوة: امريكا لديها مشروع اسمه (أمركة العالم) وتريد الهيمنة على العالم وتسعى لتحقيقه عمليا وتعد القوة التي تمكنها من ذلك وتمكنها من السيطرة على منطقتنا العربية كأولوية لديها.
وفي اطار تنفيذ هذا المشروع تغتال القادة الاحرار وتحارب الجماعات والشعوب الحرة وتعمل على استنزاف قدرات الامة داخليا وتضرب المسلم بالمسلم لتخلي الساحة، ويتسنى لها الهيمنة بشرها وبطشها ونزعتها الاجرامية، وبالتالي ستظهر الوجه المتوحش والقبيح، وستقضي على الكل وتقتل الكل وتنكل بالكل وتخضع الكل وتهيمن عليهم وتنتهك اعراضهم وتسلبهم حرياتهم سنة كانوا أو شيعة شعوبا أو حكومات ساكتون ومطبعون ومتخاذلون، فلن تبقي على أحد، قال تعالى: (هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) سورة آل عمران- آية (119)
فمتى سنفهم خداعها؟
ومتى نستوعب مستوى خطورتها؟
ومتى ندرك حجم التحدي المصيري الذي تمثله ومستوى العداء الذي تحمله؟
ومتى ندرك أنها هي من تصنع لنا أعداء وهمية من داخلنا لتجعل سخطنا ضدهم وتبقى في مأمن من عدائنا لها؟
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع