السياسية || محمد محسن الجوهري

إنَّ أقل مطلب تدعو له الجماهير العربية وتتوحد حوله، هو تحرير أرض فلسطين من اليهود، ورفع الظلم عن أهلها، ومن هنا يستمد أي حاكم عربي شرعيته فيما لو كان حاكماً شرعياً لبلده، كما هو حال اليمن اليوم في ظل شرعيِّة التحرك الجهادي ضد أعداء الأمَّة، أمريكا وإسرائيل.

وفي حال أن الحاكمَ العربي لم يقم بواجبه تجاه فلسطين؛ فإن بقاءه في السلطة عبءٌ على الشعب، وعار عليه في آن واحد، وأن مصيره السقوط المخزي كما حدث من قبل لعددٍ من حكامنا إبان ثورات الربيع العربي عام 2011.

وإذا عدنا بالذاكرة إلى أواخر عام 2000، عند انطلاق شرارة الثورة الفلسطينية الثانية، كانت مواقف القادة العرب مخزية وذليلة، وبدلاً من نصرة فلسطين وإنقاذها، هموا إلى إنقاذ إسرائيل عبر المبادرة السعودية التي نصت على التطبيع الكامل لكل العرب مع اليهود، وبذلك التف ولي عهد السعودية آنذاك، وحاكمها لاحقاً، على مسار الشعب الفلسطيني التحرري، واستبدله بآخر انبطاحي على الطريقة السعودية.

واليوم، وعقب تلك السنوات التي تجاوزت العقدين، رحل أولئك الحكام وبقي العار يلاحقهم إلى الأبد، ولو أنهم أدركوا في حينها حتمية الرحيل، لقدموا مواقفاً رجولية تليق بمظلومية الشعب الفلسطيني، وربما أنهم يتمنون ذلك الآن في العالم الآخر.

وعلى خلفائهم في السلطة العبرة من مصير سلفهم الطالح قبل فوات الأوان، فمصير عبدالفتاح السيسي لن يختلف كثيراً عن مصير محمد حسني مبارك، الذي رحل عن الحياة بعد أن رُحِّل عن الحكم، وعانى هو وأفراد أسرته مرارة الذل والإهانة على يد الشعب والقضاء.

ويتلوه في ذلك سائر حكام العرب، فمن نجا منهم من السقوط، أدركته حتمية الموت وعندها لا ينفع أحدهم إيمانه إن لم يكن آمن من قبل.

ومن أراد من الحكام المجايلين النجاة فلينضم إلى معسكر فلسطين، ولينصرها حسب استطاعته، وفي هذا الطريق ليس هناك من خسارة، فمن يحمل راية الحق ويتحرك في سبيلها، وعندها لن يُغلب أبداً.

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب