علي عبد الرحمن الموشكي

بين ضياع وتيه وضلال الانحراف الفكري والثقافي الزائف تاهت الأُمَّــة الإسلامية وتجذر باطلها، وأصبح التعدد الديني والمذهبي حرية فكرية فصل بين أتباع الإسلام ومزقهم إلى جماعات وأحزاب وطوائف مختلفة والتي زرعها أعداء الإسلام من اليهود والنصارى، وهذا مكن من غرس بذرات التفرقة والعداء بين المتبعين للإسلام فأصبح يولد أجيال الإسلام وهُــوِيَّتهم الدينية تابعة لطائفة أَو مذهب، وتنمو مع التقادم في العمر أفكار دينية باسم الإسلام ومحسوبة على الإسلام، لا تيقظ ضميرًا ولا تحمل عزة ولا تزهق باطلًا ولا تصحح واقعًا وتزيد الواقع ظلامًا دامسًا، وتغير جوهر الدين الذي تحمل مسؤوليته ذلك من غيروا مسار التولي ونصبوا أنفسهم بدلاً عن ورثة الأنبياء ورسل الله وأوليائه الصالحين منذ نبي الله آدم -عليه السلام-، وتكونت أمم على ضلال وبنيت حضارات وإمبراطوريات عظمى على ضلال، أخذت الجزء البسيط من المنهجية الدينية القليلة جِـدًّا التي تحافظ على بقائهم وأخذوا ببعض وتركوا بعض، وهذا جعل فجوة كبيرة تعيشها البشرية، ولم يتحقّق العدل والخير والإنسانية فساد هذا الضلال، ولقد حفظ الله القرآن الكريم من التحريف حتى يكون شاهداً عليهم يوم القيامة، ولكن أُمَّـة الضلال والانحراف استخدمت باطلها لزرع بذور التفرقة وتمكث حالة التيه في مصير الأُمَّــة القرآنية التي افتقدت لنموذج راقٍ يقدم الدين الإسلامي كما يريد الله للبشرية أن يكون، ليرتقي بالبشرية ويعمروا الأرض بعدل واستقامة وفق منهجية إلهية.

ولنا نموذجٌ عالميٌّ من عزة الإسلام أنصار الله كنموذجٍ أعاد للأُمَّـة الإسلامية الشموخ والعزة والكرامة، والمتأمل في أهداف وخطط عملية البناء والإعمار للحياة وتصحيحاً للثقافات المغلوطة الدخيلة على الإسلام والتي جمدت الإسلام واستبدلت العزة بالذلة في الواقع، كُـلّ مسارات التصحيح التي أسس انطلاقتها الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، وقدم روحه وكلّ ما يملك في سبيل التضحية في مواجهة طواغيت ومستكبرين العصر، ولقد تحَرّك وفق المعايير القرآنية العظيمة التي على أسسها تحَرّك المشروع القرآني العظيم من الآيات العملية في القرآن الكريم، كنا نقرأها يوميًّا ونمر عليها مرور من أعمى بصائرهم الضلال.

هذه المنهجية العظيمة التي واصل إيصال نورها القائد العلم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، والذي ينير دروب الحياة ويدوس على الضلال الفكري والثقافي، ويواجه ببصيرة دول عظمى ثقةً بالله واعتماداً عليه وذوبان في رضا الله، علماً من أعلام آل البيت -عليه السلام-، الذي يتحَرّك كتحَرّك الأنبياء والرسل والصالحين، رجل إلهي اختاره الله ليكمل مسيرة النور، ليوصل نور الله للعالم، ويذيق أعداء الله كؤوس الردى، والذي تحقّق وفي واقعنا عزة الإسلام وقوة الله وبأس الله.

يجب علينا أن تحَرّك بإيمان وحرص في سفينة النجاة للخلاص من بحور مستنقعات الضلال والزيغ الثقافي والفكري التي تجعل المسلمين تحت نعال رؤوس الضلال أمريكا وإسرائيل، والمتأمل في الواقع يرى مدى الخزي والذلة التي تعيشها الأُمَّــة العربية تحت رحمة النظام الأمريكي والإسرائيلي.

هذا النموذج العالمي الذي أظهر للإسلام العزة وتحقّق في واقع الأُمَّــة العربية والإسلامية.

إن الله من أوجد العزة التي يفتقدها كثير من أنظمة شعوب الدول العربية الذليلة والخانعة والتي تخاف من بطش أعداء الله أكثر من الخوف من الله، وحبهم للحياة جعلهم أذلاء وأفقدهم إسلامهم، وسيجنون خزيًا أكثرَ، وكلما زاد ولاؤهم لأعداء الله زاد خزيهم وذلهم وداس أعداءُ الله على كرامتهم.

فأمام شعوب العالم العربي والإسلامي فرصة الخروج من حالة الصمت والتحَرّك في مواجهة الطواغيت والمستكبرين وهي رفعة لهم في الدنيا والآخرة والمشروع القرآني والمنهجية موجودة ومن السهل الحصول عليها ولا يوجد صعوبة كما كان خلال عام الفترة من عام 2000م إلى عام 2007م بالإمْكَان الاطلاع عليها من خلال المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ومدارسة مبادئها والتحَرّك وفق موجهات عملية للخروج من حالة الذلة والصمت وتأسيس لبنات من العزة والشموخ في ميدان الإسلام الشامخ.

  • المصدر: صحيفة المسيرة
  • المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع