منصور البكالي

مفاعيل ثبات الموقف اليمني تجاه الشعب الفلسطيني، وجرائم الإبادة الجماعية بحق أهلنا وإخواننا، في قطاع غزة، أفشل الإدارة الأمريكية المباشرة للعمليات العسكرية، وكشف وهنها وضعفها وهشاشة خططها واستراتيجياتها الميدانية، أمام حلفائها وأدواتها، ومن لديها معهم اتّفاقيات دفاعية وأمنية مشتركة، في المنطقة، بقدر ما عزز من صمود فصائل المقاومة الفلسطينية، وأفقد قرار واشنطن وعدد من العواصم الغربية، المساندة للكيان، مكانتها، وقدرتها على استخدام أهم أوراقها وكروتها القديمة، التي فقدت فاعليتها أمام عدالة وإنسانية الموقف اليمني وصوابيته، وما حظي به من إجماع والتفاف جماهيري واسع على مستوى المنطقة والعالم.

هذه المفاعيل وضعت إدارة الحرب الأمريكية الإسرائيلية على محك الهزيمة الأخلاقية والعسكرية والاقتصادية والسياسية، في آن واحد، وجعلت من معادلة الحصار بالحصار اليمنية، سلاحاً يفتك باستراتيجية الوقت ويطول أمد المعركة، ويقطع أنفاس المجرمين “بايدن” و”نتياهو” الغارقين في مستنقع غزة، أمام العالم، ما أجبرهما على الهروب نحو الاستنجاد بقشة إعلان التحالف البحري، في محاولة للتعلق به كمصدر نجاة من الغرق، في نهر الدماء والأشلاء أكثر وأكثر، وكسر معادلة الحصار اليمنية، عبر عسكرة الملاحة البحرية الدولية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، واستهداف سفن سبق لصنعاء أن أكّـدت بأنها غير مستهدفة، للوصول إلى توسيع هذا التحالف البحري وإدخَال دول جديدة أَو إعادة الدول المنسحبة منه، كورقة حرب نفسية جديدة على قرار صنعاء المبدئي، من ناحية.

ومن ناحية أُخرى لتعزيز قواها العسكرية المنهارة في قطاع غزة، والمحشورة في الشمال الفلسطيني، أمام تنامي الموقف الاستنزافي من قبل المقاومة اللبنانية، والمشغولة في أوكرانيا، والمتوجسة من أية ضربات قاصمة لما بقي منها داخل قواعدها العسكرية والعائمة في دول المنطقة، ومياهها البحرية، عبر جر دول ومرتزِقة آخرين لمواجهة الجيش اليمني.

هذه المفاعيل إذَا ما استمرت بذات الثبات، والأثر، قادرة على وأد أي تحالف بحري في المياه الإقليمية اليمينة، قبل تكوينه، حال نفذت القوات المسلحة اليمنية أول ضرباتها الدقيقة جِـدًّا على السفن الحربية الأمريكية ومن معها من الأساطيل، واستمرار المرور الأمن، للسفن التجارية الدولية لبقية الدول غير المشاركة في هذا التحالف عبر البحر الأحمر وباب المندب.

المصدر :موقع أنصار الله