د. شعفل علي عمير*

 

السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- وجّه رسالةً إلى الدول العربية قائلاً: (نتمنى، ونطلب من كُلّ الدول العربية، ومن كُلّ الذين حرَّكهم الأمريكي في الماضي: أن يتوقفوا، وأن يتفرجوا، وأن يتركوا الأمريكي ليدخل هو في حربٍ مباشرة معنا، وأن يذرونا ويتركونا لنكون في حرب مباشرة مع العدوّ الإسرائيلي)، ودعاهم بأن يتفرجوا وأن يكونوا جمهوراً يصفق للأمريكي إن أرادوا، وإن أرادوا أن يرقصوا على أشلاء الأطفال فليفعلوا، داعياً ومحذراً تلك الدول بأن لا تورطها أمريكا والكيان الصهيوني في مواجهة مباشر مع اليمن؛ لأَنَّها بذلك توفر غطاء عربياً معلناً للقتل والتدمير لفلسطين عُمُـومًا وغزة على وجه الخصوص، بل إنها تقوم بحماية مصالح الكيان المحتلّ، وَإذَا ما تجرأت أية دولة في العدوان على اليمن أَو منعه من القيام بواجبه الديني والإنساني المتمثل في منع السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى الكيان المحتلّ فَــإنَّ المواجهة سوف تكون مع الشعب اليمني برمته، وأكّـد السيد القائد أن ما يقومُ به اليمن يأتي في إطار الواجب الديني والأخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني وأن إجراءات اليمن لا تمثل تهديداً أَو خطراً على الملاحة البحرية لكل دول العالم باستثناء السُفن المتجهة إلى الموانئ المحتلّة في فلسطين.

إن ما يُمثّل تهديداً ليس للمِلاحة البحرية فحسب وإنما لمصالح دول حوض البحر الأحمر أَيْضاً وسيادتها هو ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من عسكرة هذه الممرات وخلق توتر ومخاوف لشركات النقل البحري، وعلى الدول العربية أن تدرك حجم المخاطر والتهديدات التي تخطط لها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وأن تتوحد لحماية وسلامة سواحلها من الهيمنة الأمريكية التي تسعى لحشر العالم في هذا التحالف الذي ليس له أي مُبرّر غير حماية الكيان الصهيوني، الذي يقتل إخواننا الفلسطينيين بضوء أخضر من الغرب وأمريكا التي تزود هذا الكيان بكل وسائل القتل والتدمير.

وفي الوقت الذي تضحي أمريكا بمصالحها في المنطقة لا نجد تفسيراً لهذه المغامرة الأمريكية غير أنها أصبحت إحدى أدوات اللوبي الصهيوني، الذي جعل من أمريكا شرطياً لحمايتها نتيجة توغل هذا اللوبي في دهاليز صناعة القرار في البيت الأبيض إلى الحد الذي لا تُعير أمريكا أية أهميّة لمصالح شعبها عندما تكون هناك مخاطر تهدّد مصالح الكيان الصهيوني، وقد بدأ الوعي بالخطر الإسرائيلي في أوساط الشعوب الأمريكية مُعبرين عنه في مناسبات عديدة، فهل تعي الشعوبُ العربية والإسلامية بهذا الخطر الذي قد يهدّد أمنها واستقرارها واقتصادها، أم أنها ستسمح لحكوماتها بأن تجعل من جيوشها جنوداً لحماية إسرائيل؟!

* المصدر: موقع صحيفة المسيرة

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب