السياسية || محمد محسن الجوهري*

 

رغم ما تعانيه غزة من جرائم حرب وإبادة جماعية من قبل اليهود، تستعد بعض الكيانات العربية للدخول في تحالفٍ عسكري لحماية مصالح الكيان الصهيوني، ولتستمر جرائمه بحق الشعب الفلسطيني المسلم.

 

مؤخراً قام وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بزيارة إلى قطر والبحرين لحشد ما تبقى من دويلات الخليج ضد اليمن وفلسطين، ولتوجيه ضربة عسكرية لليمنيين في باب المندب، حسب ما ذكرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، في عدد الأحد 17 ديسمبر.

 

وعندما تلجئ الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة أقوى سلاح في العالم، لقطر والبحرين فهذا من مؤشرات تخوفها من الدخول في مواجهة مباشرة مع أنصار الله في البحر الأحمر، رغم ما تمتلكه من تفوق عسكري، وقواعد متعددة في المنطقة العربية.

 

قبل الإعلان عن هذا التحرك، كشفت الصحف الإسرائيلية أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو طالب واشنطن بضرورة القيام بواجبها في حماية مصالح الكيان الصهيوني، مهدداً بتوجيه ضربة عسكرية لليمن، في حال تنصل حلفاؤه الغربيين عن ذلك.

 

من جانبها، توجهت الولايات المتحدة إلى أدواتها في المنطقة للقيام بالمهمة نيابة عنها، إضافة إلى ضمان الدعم المادي لأي تحرك عسكري في باب المندب.

 

بدورها، ستقوم دول الخليج بتوظيف مرتزقتها في اليمن للقتال نيابة عنها، فمصالح تلك الدول تقتضي عدم الحشد والتحرك الضخم لمواجهة أنصار الله، وفي كل ذلك يتجلى مدى ضَعف الولايات المتحدة وإسرائيل، لولا أدواتهم في المنطقة.

 

وبحسب الإعلام العبري، فإن زيارة وزير الدفاع الأمريكي اقتصرت على البحرين وقطر لضمان واشنطن مسبقاً مشاركة السعودية والإمارات، ولما تمتلكه الدوحة من تأثيرٍ سياسي على بعض الجماعات المسلحة في اليمن، في إشارة لحزب الإصلاح، تنظيم الإخوان اليمني.

 

كما أن قطر تمتلك آلة إعلامية ضخمة ذا قاعدة جماهيرية واسعة، من شأنها أن توفر الغطاء للمعركة القادمة في اليمن، وربما لشيطنة خصوم واشنطن في المنطقة، كما سبق وعملت في سوريا وإيران.

 

ومع ذلك تبقى فرص صنعاء كبيرة في النصر، وخياراتها أكثر لتحقيق ذلك، أدناها أن تغلق باب المندب بالكامل، مستخدمة الآلاف من الزوارق المفخخة، وأضعاف ذلك من الألغام البحرية، في حال اقتصرت المعركة على البحر وحسب.

 

أمّا في حال حركت واشنطن مرتزقة السعودية والإمارات على الأرض، فإن خيارات صنعاء أوسع بكثير، حيث تمثل السعودية وحدها فريسةً سهلة الاصطياد، لما تمتلكه من منشآت نفطية واقتصادية ضخمة، ولمساحتها الواسعة وقربها الجغرافي.

 

ولا شك أن قصف المنشآت السعودية أسهل بكثير من قصف مثيلاتها في إسرائيل، وهنا تكون واشنطن قد قرّبت المعركة لليمنيين، وغامرت بمصالحها الكبرى في المملكة.

 

وبما أنّ المعركة باتت مباشرة مع أمريكا ووالكيان الصهيوني، فإن مواجهة أي من الأطراف المحلية لأنصار الله ستكون بمثابة انتحارٍ سياسي وعسكري، سيما والعمالة هنا لليهود أصبحت ظاهرة، ومن الصعب تغليفها بمبررات طائفية أو مناطقية كما في السابق، وسيخرج أنصار الله بأكبر انتصار سياسي وعسكري لليمن والقضية الفلسطينية، وتتحول بعدها صنعاء إلى أكبر مؤثرٍ إقليمي، وليمتد تأثيرها إلى خارج الأراضي اليمنية، وعندها سنشاهد أنصار الله بجنسياتٍ مختلفة.

 

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب