مأساة من الصراع الإسلامي الصهيوني عقب وعد بلفور
السياسية: المحرر السياسي
منذ أن تمت زراعته في فلسطين المحتلة عام 1948 بناءً على وعد بريطانيا المشؤوم الذي أعلنه وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور عام 1917، لم يكن الكيان الصهيوني المارق إلا أداة للشر والجريمة والقتل.
لقد بدأت مأساة فلسطين منذ ذلك الوعد المشؤوم الذي أعطى من لا يملك لمن لا يستحق ومنذ ذلك التاريخ دخلت المنطقة العربية ككل في أتون صراع دامٍ، حتى اليوم مع كيان الاحتلال، ولتصبح ذكرى وعد بلفور يوماً أسوداً في تاريخ الشعب الفلسطيني والبشرية كلها وضربة قاصمة للعدالة والشرعية الدولية.
من بريطانيا بدأت المأساة الفلسطينية والعربية، وهي الدولة التي أذاقت شعوباً وأمماً كثيرة مرارة الاستعمار والاحتلال والاضطهاد ونهب الثروات، مملكة قامت وبنت حضارتها على حساب دماء الشعوب وثرواتها عقوداً من الزمن، إذ لا يوجد مكان صراع في الكرة الأرضية إلا ولبريطانيا يد فيه.
وبعد عقود من الصراع الإسلامي الصهيوني تدخل القضية الفلسطينية منعطفاً مهماً وخطيراً بفعل العملية الفدائية المباركة “طوفان الأقصى”، التي ألحقت بكيان الاحتلال هزيمة لم يتجرعها منذ احتلاله لفلسطين حتى السابع من أكتوبر 2023، بالرغم من دخول متغيرات جديدة ساحة الصراع الإسلامي الصهيوني تتمثل في سقوط أنظمة وممالك عربية في فخ التطبيع وانتقالها إلى الطرف المعادي لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
لم يعد هذا الأمر سراً بل أصبح علناً تُجاهر به ممالك ومشيخات الخليج التي بالغت في علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وتجلى ذلك فيما قامت به دويلة الإمارات التي أعلنت مؤخرا عن تسييرها قوافل غذائية دعماً لكيان الاحتلال، ولكي تتجنب السيطرة اليمنية على البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب سيرت تلك القوافل براً مروراً بالأراضي السعودية والأردنية قاطعة ألفي كيلومتر إلى ميناء حيفا.
تكتب دويلة الإمارات تاريخاً أسوداً في العصر الحديث يقابله تاريخ ناصع البياض ومشرّف تكتبه الجمهورية اليمنية بموقفها المبدئي والثابت دعماً للقضية الفلسطينية وإغلاقها البحرين الأحمر والعربي وباب المندب أمام حركة السفن الصهيونية والأخرى المتجهة إلى موانئ الاحتلال، بالإضافة إلى العمليات العسكرية المتمثلة بالصواريخ الباليستية والطيران المسير الذي يدك مواقع العدو في الأراضي المحتلة.
إنها مأساة كبرى أن تقف دول تدّعي انتماءها للعروبة والإسلام موقفاً معادياً لقضية العرب المركزية القضية الفلسطينية وتسّخر إمكانياتها العسكرية وغير العسكرية لاعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية المتجهة إلى أهدافها في فلسطين المحتلة، وتسارع للدخول في حلف عسكري بحري لحماية السفن الصهيونية..
لقد أفلحت الاستخبارات الأمريكية والغربية في تدجين مشيخات وممالك الخليج ونقلها إلى صف العدو الصهيوني مدافعة عنه وعن مصالحه.
سبأ