عمليات القوات المسلحة اليمنية .. واقع لا يمكن تجاهله
السياسية: كتب: المحرر السياسي
أفرزت عمليات القوات المسلحة اليمنية بصوة عامة والقوات البحرية بشكل خاص، بمنع مرور السفن المتجهة للكيان الصهيوني، سواء كانت تابعة لكيان العدو أو لشخصيات مرتبطة به أو تلك التي تدعم إسرائيل، واقعاً جديداً لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
إذ فرضت عمليات القوات المسلحة اليمنية منذ الحرب الصهيونية على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، سواء باستهداف عمق العدو في الأراضي المحتلة أو السفن المتجهة إليه من أي جنسيات كانت، معادلة ردع لقوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا والغرب.
وفي ظل استمرار جرائم الكيان الصهيوني ومجازره المروعة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة، تواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها ضد الكيان الصهيوني انطلاقاً من المبدأ الديني والإنساني والأخلاقي الذي يحتم على اليمن الوقوف إلى جانب فلسطين وقضيته العادلة وانتصاراً لمظلوميته التي يتعرض لها منذ سبعة عقود.
وبالرغم مما تعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار منذ ما يقارب تسع سنوات، إلا أنه آثر أن يكون إلى جانب الشعب الفلسطيني في مأساته ومحنته الراهنة إزاء ما يرتكبه كيان العدو الصهيوني منذ أكتوبر المنصرم من حرب إبادة جماعية وجرائم يندى لها جبين الإنسانية بتواطؤ أممي وصمت وخذلان عربي، خاصة من قبل الأنظمة المطبّعة.
الشعب اليمني عبر التاريخ ومهما كانت الظروف التي يمر بها، وبالرغم من أن اليمن ليس من دول الطوق العربي أو المنافسة على تصدر المواقف العربية، إلا أن موقعه الإستراتيجي يفرض عليه القيام بدوره المناصر والمساند للشعب الفلسطيني قولاً وفعلاً، خاصة في ظل تخاذل الموقف العربي والدولي إزاء ما تتعرض له فلسطين من مذابح دموية من قبل الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً لتصفية القضية الفلسطينية.
وعلى هذا الأساس، تصدر اليمن مواقف الدول العربية والإسلامية في المواجهة المباشرة مع الكيان الصهيوني، متجاوزاً كل الظروف والأوضاع التي فرضها تحالف العدوان بقيادة أمريكا والسعودية والإمارات وما تزال تداعياتها ماثلة للعيان على الواقع، مدركاً أن ثمن هذا الموقف سيكون باهظاً، لكنه على يقين تام بأن ذلك يهون أمام نصرة فلسطين والمقدسات الإسلامية.
تجلّت تلك المواقف المشرفة للشعب اليمني بعد ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، التي كان لها الفضل بعد الله تعالى في تحرير القرار اليمني من الهيمنة الخارجية، وفي ظل قيادة حكيمة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلن في الأيام الأولى للعدوان الأمريكي الصهيوني على غزة وفلسطين، بأن الشعب اليمني لن يقف متكوف الأيدي وسيقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل الوسائل والإمكانيات، بما فيها المشاركة العسكرية.
وخلاصة القول، اليمن معني بالدرجة الأولى في حماية البحر الأحمر وباب المندب وحريص على استمرار حركة التجارة الدولية وفقاً لعضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي الذي نفى ما تتداوله بعض وسائل الإعلام الدولية عن منع القوات المسلحة اليمنية مرور سفن التجارة الدولية عبر باب المندب، باستثناء السفن المتجهة للكيان الصهيوني شريطة إيقاف الحرب الصهيونية على غزة والسماح بدخول احتياجات الشعب الفلسطيني من الغذاء والدواء.
سبأ