منى المؤيد

 

هو ذلك السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عندما يقول يفعل، وعندما يحذر ينجز، وعندما يتحدى يصدق، نعم انه سيد القول والفعل، عندما بدأت معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، أن اليمن ستقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية، في حال تدخلت الولايات الأمريكية في عدوانها على غزة، وسيتم ضرب “الكيان الصهيوني” بالصواريخ والمسيرات، وأن هناك خيارات استراتيجية عسكرية أخرى.

نعم أعلنها قائد الثورة على الملأ : “نحن على تنسيق مع محور الجهاد والمقاومة”، وهذا يدل على أن لا نجاح ونصر إلا بتكاتف الجميع من قبل محور الجهاد والمقاومة، والدفاع عن أبناء الأمة الإسلامية، ومنها فلسطين المظلومة منذ أكثر من 75 عاماً، ولا يمكن لنا أن ننتصر إلا بتوجيه البوصلة إلى العدو الأكبر والخبيث (أمريكا واسرائيل).

ما إن حذر السيد اليمني، حتى تدخل الأمريكي بشكل مباشر في العدوان على أبناء غزة عسكرياً واقتصادياً ومعنوياً، فقد أعلن المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيري عن دفعة أولى من المساعدات الأمنية الأمريكية في طريقها إلى الكيان الصهيوني.
في حين أكد مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكي البنتاغون، أن الجيش الأمريكي يسرع بإرسال أسلحة دفاع جوي وذخائر.
وعندما يكون كل هذا الدعم للعدو الصهيوني من قبل الولايات المتحدة الامريكية من أجل قتل وإبادة الأطفال والنساء والرجال في غزة، وفي المقابل لا نرى أي تحرك من قبل العرب والمسلمين لمساعدة إخوانهم في فلسطين، وهذا يدل على الخذلان الكبير والعجز التي وصلت إليه الأمة تجاه القضية الفلسطينية، بل وصل ببعض الأنظمة العربية والإسلامية إلى المسارعة في التطبيع مع هذا الكيان الغاصب، مع العلم أن الله قد وصف لنا اليهود بشكل دقيق ومتكامل على أنهم (أعداء) فكيف نتخذهم أصدقاء؟!

اليوم نرى القيادة الثورة وشعبها اليمني، على الرغم من العدوان والحصار وانقطاع الرواتب خلال ثمان سنوات، لكن ذلك لم يمنعه من الوقوف إلى جانب اخوانهم في فلسطين، فقد قام بفتح جبهة جديدة ضد العدو الاسرائيلي، والانتصار للقضية الفلسطينية، وهذا ليس غريباً على أبناء الشعب اليمني هذه المواقف تجاه قضايا أمتهم العربية والإسلامية.

وكما يشهد العدو قبل الصديق بأن اليمنيون وقفوا بجانب الشعب الفلسطيني معنوياً ومادياً وعسكرياً كمسؤولية دينية وإنسانية، وليس كمفاخرة وإبراز العضلات كما قالها السيد القائد حفظه الله.

فالعدوان على غزة كشفت الأقنعة لأنظمة الدول العربية والإسلامية في تخاذلها وعدم تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وأبناء غزة، وفي الوقت نفسه ترفض هذه الدول مقاطعة العدو الاسرائيلي في علاقاتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، أو حتى إجبار الولايات المتحدة على حليفتها وقف اطلاق النار على أبناء غزة.

وعلى الرغم من تشيكك بعض المحللين في الداخل والخارج حول جدية اليمن بالوقوف إلى جانب أبناء فلسطين والتي اعلن ذلك قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي عن استعداد اليمن للمشاركة في الحرب المباشرة ضد العدو الصهيوني في حال تدخل الأمريكي، وما أن بدأت القوات الصاروخية باطلاق الصواريخ والمسيرات على الكيان الصهيوني، حينها أدرك العالم قوة اليمن وقوة زعيمها السيد الحوثي وقوة جيشها ورجاله.
فقد تمكنت القوات البحرية اليمنية باحتجاز سفينة (غالاكسي ليدر) التابعة للكيان الصهيوني، إضافة إلى استهداف سفن تجارية تابعة أو مرتبطة بالكيان في البحر الاحمر، وسيستمر ذلك حتى يتوقف العدوان على غزة، ومثلما قالها سيد القول والفعل: عيوننا مفتوحة للرصد الدائم والبحث عن أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب.

أن مصير تحرير القدس أوشك قريباً جداً، وحتى إذا لم يتحد أبناء الأمة العربية والإسلامية، لأن الحق دائماً هو المنتصر، فاليمنيون ومعهم أحرار العالم العربي والاسلامي في محور المقاومة، مستعدون لتحمل مسؤولية تحرير القدس والمقدسات الاسلامية وكسر هيمنة أمريكا واسرائيل.

– المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع