السياسية || تقرير ||  مرزاح العسل:

على أشلاء أطفال غزة ونسائها وبارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر الوحشية المتواصلة بحق أهالي قطاع غزة المُحاصر.. يبحث كيان العدو الصهيوني الغاصب عن نصرٍ وهمي يعيد له ما فقده من ثقة ومن هيبة بعد أن كبدته المقاومة في معركة “طوفان الأقصى” خسائر باهظة الثمن ومرغت أنفه في التراب، ولكنه لن يجده.

فيوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة يقترب موعد النصر المؤزر لأبطال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، كما تقترب لحظة الهزيمة الصهيونية المدوية، حيث يواصل المقاومون البواسل في قطاع غزة، تسطير أروع الملاحم البطولية في التنكيل بقوات العدو المتوغلة في القطاع.. موقعة في صفوف قواته المزيد من الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد.

وكلما يحاول العدو الصهيوني الغاصب فعله هناك مدعوما من الإدارة الأمريكية ومن الأنظمة الأوروبية والغربية وأيضا العربية المُطبعة والمُنبطحة والمُتخاذلة، هو فقط تأجيل الإعلان عن هزيمته مع حلفه الأمريكي الغربي وانكساره الفاضح أمام أبطال المقاومة الفلسطينية البواسل في غزة.

وفي هذا السياق قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد الحكيم حنيني، في تصريح صحفي، نقله المركز الفلسطيني للإعلام اليوم الثلاثاء: “إن المعارك الضارية في غزة وجنين واستبسال المقاومة فيهما تثبت للقاصي والداني مُجدداً أن محاولات اجتثاث المقاومة وهمُ لن يتحقق”.

وأكد أن المقاومة الفلسطينية تقدم كل يوم الجديد على صعيد قدراتها على صد العدوان ومواجهة القوات المقتحمة، والاستبسال في الدفاع عن الديار والانتصار للمسجد الأقصى المبارك والاستعداد لكل السيناريوهات مهما كان الثمن.. مشدداً على أن السنوات الطويلة من الإعداد والتحضير في ميادين التدريب تؤتي ثمارها ولم تذهب هدراً، وأن قدرة المقاومة على المناورة والمواصلة ومفاجأة العدو ومباغتته في كل المناطق عالية ومتصاعدة.

وتؤكد أوساط في كيانِ العدو الصهيوني أنَ جيشَ الإحتلال سيغرق أكثر فأكثرَ في رمالِ غزة كما أنه سيتكبدُ الكثيرَ من الخسائرِ البشريةِ لأنه يواجهُ مقاومةً تنقضُ عليه من كلِّ جهةٍ في محاورِ القتالِ، إضافة إلى الضغطِ الذي يواجهُه في جبهاتِ لبنانَ واليمنِ والعراقِ والضفةِ الغربية المحتلة.

وأعرب محللون صهاينة عن يأسهم من تحقيق النصر في غزة.. قائلين: إن المسألة الرمزية للخروج بصورة نصر لم تعد لها أهمية لأن الجمهور في الكيان المؤقت لن يشعر بالنصر ولن يعود المستوطنون إلى مستوطناتهم إلا إذا أخرجنا آخر عنصر من حماس من غزة وهو أمر مستحيل وفق الأوساط الصهيونية.

ويبدو أن غزة باتت اليوم شبه معزولة عن العالم الخارجي، بفعل قطع الاتصالات عنها، ما يشير إلى أن العدو الصهيوني يحاول البحث عن صورة نصر وهمي بين ركام جثث الأطفال والنساء بعيداً عن أعين العالم، وإعطاء الولايات المتحدة والغرب الجماعي الداعم له مساحة أكبر للاستمرار في نشر الأكاذيب، وممارسة التضليل لتشويه الحقائق على الأرض.

ويأتي ذلك في سياق الانحياز الغربي الكامل لكيان العدو الصهيوني، وتشجيعه على الاستمرار بارتكاب المزيد من المجازر الوحشية من دون أي محاسبة دولية رادعة، طالما يقوم ذاك الغرب بحمايته من المساءلة القانونية والأخلاقية.

ولكن لن يكون بمقدور أمريكا والدول الأوروبية الاستمرار بالتستر على جرائم ومجازر العدو الصهيوني، وأيضاً فإن الإعلام الغربي الفاقد لمصداقيته لن يكون قادراً على مواصلة خداع الرأي العام العالمي عبر ضخ الروايات الكاذبة لتزييف صورة الأحداث على الأرض، ما يعني في النهاية أن العدو الصهيوني أصيب بهزيمة جديدة تضاف إلى هزائمه في الميدان.

ونتيجةً للصمود والاستبسال في مواجهة العدو الصهيوني خلال السنوات الماضية وإعداد العدة لإرهاب وردع هذا العدو ومواصلة الليل بالنهار، كانت المقاومة الفلسطينية في غزة تمضي بخطى ثابتة نحو النصر المؤزر الذي سطرت خطوطه العريضة في السابع من أكتوبر الماضي من خلال إطلاق عملية “طوفان الأقصى” التي قصمت ظهر العدو الصهيوني الغاصب وكشفت وعرت حقيقة جيشه الذي ظل يزعم بأنه الجيش الأسطورة الذي لا يقهر.

ولكن المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر قهرت هذا الجيش الكرتوني، وأنهار في ذلك اليوم المجيد الحُلم الصهيوني بالشعور بالأمن، كما أنهار معه مفهوم أن “إسرائيل” تستطيع حماية نفسها وحدود كيانها الاحتلالي وهزيمة وتحطيم المقاومة.

وبعد السابع من أكتوبر الماضي الذي كشف عن مدى عجز وضعف وهشاشة كيان العدو الصهيوني وجيشه الذي ظهر أنه أوهن من بيت العنكبوت، فإن كل ما يفعله كيان العدو من الآن وصاعدا لن يكون له أي معنى، حتى لو تمكنت قواته من قتل أكبر القيادات في كتائب القسام أو القبض عليها وتقديمها للمجتمع الصهيوني ليحاكمها، لأن ذلك لن يكون له أي معنى على الاطلاق، إذ أن الخسارة الكبرى والهزيمة الفاضحة المدوية قد اكتملت مع الصفعة الأولى، وكل ما يأتي بعد ذلك كلام فارغ.

ويحاول العدو الصهيوني البحث عن أي صورة لانتصار شكلي لرفع صوته وتفعيل وسائل إعلام الغرب الخادمة له للقول إنه حقق المطلوب في غزة، ولكن مجريات الميدان تظهر مع مرور الوقت التخبط الصهيوني في المعركة وفي الساحات الخلفية لا سيما في الجبهة الداخلية والسياسية وبالتحديد داخل حكومة نتنياهو، فالانقسامات الصهيونية تتزايد مع تسجيل الخيبات بمواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة والصمود الشعبي في الضفة المحتلة، وثبات المقاومة الاسلامية في الجبهة الشمالية ومع تزايد المساندة اليمنية والعراقية للشعب الفلسطيني ومقاومته.

ونشرت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، تقريراً تحدثت فيه أنّ “إسرائيل” والولايات المتحدة تواجهان عُزلة متزايدة بشأن غزّة مع استمرار الهجوم من دون نهاية في الأفق.

وقالت الوكالة: إنّ “إسرائيل” وأمريكا أصبحتا معزولتين بشكلٍ متزايد، في الوقت الذي تواجهان فيه دعوات عالمية لوقف إطلاق النار في غزّة، بما في ذلك تصويت غير ملزم من المتوقع أن يتم تمريره في الأمم المتحدة في وقتٍ لاحق اليوم الثلاثاء.

ويرى العدو الصهيوني وحليفته الرئيسية أمريكا أنّ “أيّ وقف لإطلاق النار من شأنه أن يترك حماس في السلطة، ولو في جزء صغير من الأراضي المدمرة في قطاع غزة، مما سيعني النصر لها”.. ولكن العديد من الخبراء يعتبرون أهداف “إسرائيل” غير واقعية.. مشيرين إلى قاعدة الدعم العميقة لحماس في كل من غزّة والضفة الغربية المحتلة، حيث يرى العديد من الفلسطينيين أنّها تقاوم العدو الصهيوني المستمر منذ عقود.

وفي هذا السياق، ذكر موقع “ذا أمريكان بروسبكت” الأمريكي، أنّ حرب “إسرائيل” الوحشية على غزة تحولها إلى كيان منبوذ، كما تخاطر بحرب إقليمية.

الجدير ذكره أن الخسائر الصهيونية بدأت بالارتفاع أكثر فأكثر خلال المعارك مع المقاومين في غزة، خاصة أن الالتحامات باتت في الكثير من الأحيان من مسافة صفر، ويتم اصطياد الغزاة الصهاينة سواء الجنود أو الآليات والدبابات، بالقنص تارة وبالعبوات والقذائف المتنوعة تارة أخرى، وهذا ما يؤكد أن الخسائر البشرية كبيرة جداً ناهيك عن الخسائر المالية الباهظة خاصة إذا ما أضيف لها مُجمل الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها كيان العدو منذ بدء العدوان.

 

سبأ