السياسية- متابعات:
ذكرت مجلّة “فورين أفيرز” الأميركية، أنّ قدرة حركة حماس على البقاء قوة حتى الآن، مع قيادة منظمة وحضور إعلامي، وشبكة دعم، “تدعو إلى التشكيك بشكلٍ جدي، في جميع النقاشات الحالية التي تدور بشأن مستقبل الحكم في قطاع غزّة.

وتناولت المجلّة هذا الطرح في تقريرٍ مطوّل للباحثة في “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في باريس، ليلى سورات، جاء بعنوان “هدف حماس في غزّة”، مؤكّدة أنّ معركة “طوفان الأقصى” وتفاعلات الأحداث تعزّز هدف حماس المتمثل بـ”إعادة ربط غزة بالنضال الأوسع من أجل تحرير فلسطين”.

واعتبرت أنّ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، “أعاد غزة إلى قلب المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية، بعد سنواتٍ من بقائها في الخلفية”.

كذلك، رأت أنّ تجدّد مركزية غزّة، يثير تساؤلات مهمة مرتبطة بالقيادة العليا لحركة حماس، مُشيرةً إلى أنّه، وعلى الأقل منذ عام 2017، أي عندما تولى قيادة الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، شهدت حماس تحولاً تنظيمياً تجاه غزة نفسها.

وحسب المجلّة الأميركية، فإنّه إلى جانب جعل المنطقة أكثر استقلالية عن قيادة حماس في الخارج، فقد أشرف السنوار على تجديدٍ استراتيجي لحماس كقوة مقاتلة في غزّة، وعلى وجه الخصوص، كان يهدف إلى اتخاذ إجراءاتٍ هجومية ضد “إسرائيل” وربط غزّة بالنضال الفلسطيني الأكبر.

وتابعت أنّه في الوقت نفسه، قام السنوار بتعديل استراتيجيات الحركة لتأخذ في الاعتبار التطورات في الضفة الغربية والقدس، قائلةً إنّه “من عجيب المفارقات هنا، أنّه بدلاً من عزل غزّة، ساعد الحصار الإسرائيلي في الواقع على إعادة القطاع إلى مركز الاهتمام العالمي”، وهو ما عملت عليه حماس.

ومنذ أن بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، قامت حماس أيضاً بنشر استراتيجية إعلامية منسقة للتأكيد على مركزية غزّة في النضال الفلسطيني، والتي كان أهمها تأكيد قدرة الحركة على التواصل مع العالم الخارجي أثناء القتال.

ولفتت المجلّة الأميركية إلى أنّه على الرغم من التعتيم الذي يُمارس ضد غزّة على شبكة الإنترنت، إضافةً إلى القصف الإسرائيلي المكثف، وتدمير البنية التحتية للاتصالات السلكية واللاسلكية في جميع أنحاء القطاع، واصلت حماس بث المعلومات من ساحة المعركة، مما يوفر رواية مضادة متواصلة للروايات الإسرائيلية الرسمية عن الحرب.

ومن خلال نشر مقاطع فيديو شبه يومية لتدمير واستهداف الدبّابات الإسرائيلية، حافظت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، على بعض التأثير على تغطية الحرب من قبل وسائل الإعلام الدولية.

ومن ناحية أخرى، أشارت المجلّة إلى لعب ممثلي حماس في لبنان، لدورٍ مهم في حرب المعلومات الحالية، حيث يعقد القيادي، أسامة حمدان، أحد أبرز الشخصيات في المكتب السياسي للحركة، مؤتمراتٍ صحافية منتظمة في بيروت، يتحدى فيها الروايات الإسرائيلية عن الحرب.

واعتبرت أنّ تصريحات الناطق باسم كتائب القسّام، أبو عبيدة، إضافةً إلى مؤتمرات حمدان، كان لها تأثيرٌ كبير سواء في بين الفلسطينيين بعمومهم، أو بين العرب في الدول المجاورة، مُشيرةً إلى أنّه “قد يكون بعضهم أكثر تعاطفاً مع حماس مما كانوا عليه قبل الحرب”.

وشدّدت “فورين أفيرز” أنّ حركة حماس من خلال إطلاق “طوفان الأقصى” أظهرت أنّ “إسرائيل” غير قابلة للتخفيض، مؤكّدةً أنّه مهما كانت التكاليف الباهظة التي تكبدتها غزّة، فإنّ “طوفان الأقصى” جعل مشروع التحرير ملموساً بالنسبة للفلسطينيين.

كما اعتبرت أنّ العدوان الإسرائيلي المدمر والقتل الجماعي للمدنيين في قطاع غزّة، لفت أيضاً انتباهاً عالمياً غير عادي إلى وحشية الاحتلال الإسرائيلي، موضحةً أنّه “من المحتمل أن يكون لهذه النتائج عواقب عميقة على مستقبل الصراع”.

وتناولت المجلّة إصرار كلٍ من “إسرائيل” والولايات المتحدة على هدف “القضاء التام على حماس”، معتبرةً هذا الهدف في حد ذاته قد يرتكز على فهم للحركة لا يأخذ في الاعتبار واقعها الحالي، شارحةً أنّه لحتى الآن، وعلى الرغم من الهجوم الذي تجاوز خمسة أسابيع من قِبل أحد أقوى الجيوش في العالم، فإنّ “حماس لا تظهر سوى القليل من العلامات على أنّه تم القضاء عليها”.

  • المصدر: الميادين نت
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع