مشهدٌ لم يرَه العرب.. دولةٌ عربية تفرضُ حصارًا على “إسرائيلَ”
عبدالسلام عبدالله الطالبي
هذا هو العنوان الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي والتي تصف يمنَ الإيمان والحكمة بأنه من أفقر الدول وأنه بات يفرضُ حصاراً بحرياً على “إسرائيل” في مشهد لا مثيلَ له ولم يرَه العربُ من قبلُ!
نعم ذلك هو ما يحصل وذلك ما بعث شُذَّاذَ الآفاق على الاستغراب وأثار حفيظتهم؛ كونهم تفاجأوا فعلًا بما أقدمت عليه قواتنا البحرية اليمنية التي صارت تهدّدُ الملاحة البحرية التابعة للعدو الإسرائيلي أَو من يتحَرّك في البحر لمساندته والتحَرّك نيابة عنه.
نعم الشعب اليمني يعد هو الأفقر في قاموسه بين شعوب المنطقة من حَيثُ تجرده من الخنوع والاستسلام!
بل أصبح يتباهى بفقره وإفلاسِه لعدم امتلاكه عاملَ الخوف، حَيثُ صار بفضل الله وبأس رجاله يتحدى كُلَّ قوى الاستكبار؛ كونه غنيًّا بفيتامين الإنسانية والكرامة وهرمونات القيم والدفاع عن العرض والكرامة!
أطلِقوا على شعبنا اليمني الأبي ما شئتم من الصفات وانعتوه بما لديكم من مسمَّيات؛ فهو قد قرّر لنفسِه الولوجَ في معركة الدفاعِ عن المستضعَفين، ولا يشرِّفُه أن يظلَّ صامتاً كما هو حالُ الزعامات والحكومات التي تتشدق بالإنسانية والعروبة في الوقت الذي يتجرأ العدوّ الإسرائيلي في استهدافه للمدنيين العُزّل في فلسطين الجريحة وعلى مرأى ومسمع دون أن تكون له مواقفُ عملية تدفع الظالم عن ظلمه وتوقفُه عند حده!
الشعب اليمني تحَرّك وكله ثقة بالله بأنه سيقفُ إلى جانبه ويسندُه بالنصر والظفر ليقلب الطاولة على رؤوس المستكبرين في الداخل والخارج بإذن الله تعالى.
ما يدلل على ذلك النقلةُ المشرِّفة واللائقة بالموقف اليمني المتقدم في خطواته التصعيدية، كان آخر ذلك البيان العسكري الأخير الذي زلزل مرابض العدوّ الإسرائيلي وحلفائه في المنطقة، والمتضمن إعلانُه استهدافَ أية سفن تتحَرّك لمساندة الإسرائيلي نيابة عنه، وقد أعذر من أنذر، والقول يخلفه عملٌ ومواقفُ، والأيّام القادمة كفيلةٌ بالكشف عنها من قِبَلِ من زعمتم أنها الدولة الأفقر بين الدول!
الأحرى بكم أن تتلافوا مواقفَكم وتتحَرّكوا لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم بدلاً عن السخرية والاستنقاص من الشعب اليمني الحر الذي تصدّر المشهد وعرّاكم وأنتم تتلحفون برداء العار والخزي! واللهُ المستعانُ ما كان لكم أن تعقدوا قمماً هي أشبهُ بالبيوت الخاوية على عروشها.
كفاكم ذُلاً وخزياً وخنوعاً؛ فماذا تنتظرون من الأمريكي والإسرائيلي الذي يُجاهِرُ وأنتم تعلمون بالخبائثِ والمِثلية والانتهاك للكرامة والإنسانية وينتهك الحُرُمات والمقدسات!
وهل يعتقدُ السعوديّ أن الأسلمَ له في هكذا ظرف يشهدُ أبشعَ وأفظع عدوان أن يتجهَ بنفسه لإقامة حفلات القمار وتربية الكلاب في وقت تنهشُ كلابُ صهيون الأجنةَ الفلسطينيين من أرحام أُمهاتهم!
أيُّ سلام تنشُدونه بعد كُـلّ ما تشاهدونه من جرائمَ يندى لها جبينُ الإنسانية أيها الأغبياء؟
ألم تخجلوا من شعوبِكم الثائرة! صمتٌ مهينٌ ونهايةٌ مخزية سيخلِّدُها التاريخُ ويلعنُكم على صمتكم حتى قيام الساعة، ولا نامت أعين الجبناء.
المصدر : صحيفة المسيرة