السياسية: المحرر السياسي

جاء إعلان القوات المسلحة اليمنية عن منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت في حال استمر منع إدخال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، ليؤكد الدور اليمني في نصرة القضية الفلسطينية، انطلاقاً من التزام البلد بقضايا الأمة ونصرتها.

لقد كان اليمن ولا يزال سباقاً في اتخاذ هكذا مواقف خاصة بعد أن تحرر من الوصاية الاستعمارية على قراره الوطني والذي منحه الحرية الكاملة في اتخاذ مواقفه وقراراته السيادية، بعكس ما يحدث في جميع الدول العربية والإسلامية، التي رهنت مواقفها بيد الدول الاستعمارية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي نصبت نفسها شرطياً دولياً تنفذ ما تريد وتملي شروطها ووصايتها على دول يفترض أنها تتمتع بالاستقلالية والسيادة.

بيان القوات المسلحة اليمنية أكد بكل وضوح الحرص الكامل على استمرار حركة التجارة العالمية عبر البحرين الأحمر والعربي لكافة السفن وإلى جميع الدول عدا المرتبطة بالكيان الصهيوني والتي تقوم بنقل البضائع إلى الموانئ الإسرائيلية، وهذا يعد قراراً حكيماً وواقعياً، إذ لا يمكن أن تصل سفن الغذاء والدواء إلى موانئ الاحتلال بينما موانئ غزة مغلقة.

واليوم يجب على دول العالم التي تدّعي الإنسانية وتعمل وفق مبادئ حقوق الإنسان أن تطبق ذلك على الواقع العملي، وتنظر إلى سكان غزة كمواطنين لهم الحق في الغذاء والدواء والعيش بكرامة وإنسانية، مالم فإن تلك الدول إنما ترفع شعارات الإنسانية وحقوق الإنسان للمزايدة فقط لكن قراراتها السيادية بيد الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.

على المستوى العربي يشعر عرب اليوم، خاصة عربان الخليج الذين هرولوا إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، بالمذلة والهوان وهم عاجزون عن اتخاذ أي مواقف مشرفة انطلاقاً من انتمائهم العربي والإسلامي، إن كان لايزال لديهم انتماء، لكن على ما يبدوا سيلعنهم التاريخ والأجيال العربية والإسلامية القادمة إزاء مواقفهم الضعيفة التي خيبت آمال وتطلعات شعوبهم.

سبأ