الرزامي : ذكرى الشهداء يجب أن تكون حاضرة في قلوبنا بكل وقت وليس في أسبوع الشهيد فقط..!
في ذكرى أسبوع الشهداء .. من محاضرات الشيخ العلامة عبدالله عيضة الرزامي ...
السياسية:
الحديث عن الشهداء، يجب أن يكون بشكل متواصل، وإن جرت العادة والروتين تخصيص ذكرى لهم تحت عنوان «أسبوع الشهداء» أو «أسبوع الشهيد» وإلا فالقضية أعم وأكبر ..فالله سبحانه وتعالى يقول «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون» وفي نفس الوقت يقاتلون لتكون كلمة الله تعالى هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.. ويقاتلون لكي يُطبق المنهج الإلهي على الأرض في موقف عملي خالص.!
إذا قمنا بغربلة داخل عامة من يقتلون، كم سيخرج منهم شهداء بنفس الوصف الديني في محكم كتابه الله، إن الشهيد يجب أن يبتغي الله ورسوله في جهاده وحتى استشهاده.. مطبقَا منهج القرآن، يعمل لإقامة الحق ويقف في وجه أعداء الله لأعلى كلمة الله ونصرة المستضعفين، فالشهادة درجات ومقامات، وعندما تكون القضية بهذه الطريقة يكون مقام الشهيد رفيع.
الشهيد الراقي ليس ذلك الذي قتل في أي معركة ويكفي أنهُ قتل، لااا، هنالك شروط ربانية يجب أن تكون يحملها الفرد قبل استشهاده، فهناك شهداء أرتقوا مقامات عالية، لأنهم عرفوا ما معنى الارتقاء بأنفسهم وأرواحهم بالمستوى الإيماني المطلوب.
يقول الله تعالى (وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ..) ولا يجب أن نحمل كل من قُتل وصفناه بالشهيد، فالشهيد له مواصفات، تبدأ من حركيتهُ في الحياة، لهذا نقول ونكرر ليس كل من يقتل شهيد فيجب أولاً أن تكون الطريقة صحيحة ليسلكها ويصل للشهادة المطلوبة، أن يكون في طريق الله ورسله وأئمة أهل البيت، وأن تكون قضيته مواجهة أعداء الله وهدفه تطبيق منهج الله في الحياة _ ومع ذلك يجب أن يكون صادق النفسية ملتزم بأخذ الأسباب، صادق في ولاءه ومؤمن فيها، غايته رضى الله ورسوله، إعلاء كلمة الله أن لا يتمكن اعداء الله من أولياء الله..
أن يكون مهتم بالمنهج الذي يحمله ويأخذ بالأسباب ولا تاخذه الغفلة في تتبع ملذات الدنيا أو تسول له نفسه بأهداف اخروية، حتى إذا قتل كان من الشهداء الصادقين وليس مجرد وصف كما تعودنا على تسمية كل من قتل بالشهيد وهذه عادة وليست حقيقة.
هنالك شهداء أشتاق الله لهم ورفعهم إليه واتخذهم الله له كما قال في محكم كتابة «واتخذ منكم شهداء» أي أنتقى منكم نتيجة صدقه واخلاصه ونواياه وعمله المخلص، لهذا نريد أن نعرف الطريقة الصحيحة لنكون من أهل الطريقة الصحيحة في وصولنا للشهادة، فهي أكبر المفازات بالدنيا وليس فقط مجرد قتلى، والطريقة تبتغي عملا جاداً صادقاً مخلصاً قوياً ساعياً ملتزماً مؤمناً باذلاً ومقدما على هدف ارضاء الله و إعلاء كلمته.
الغفلة توقع المجاهدين في الإنحراف والهفوات، أن كان هنالك مجاهدين غفلوا وهم في المواقع الأمامية لم يرصدوا لم ينتبهوا لم يتيقضوا وانقض عليهم العدو وقتل منهم ..هل يمكن أن نسميهم شهداء بالطريقة الراقية أوقعوا خللاً وإن كانوا مؤمنين مخلصين ومع أئمة أهل البيت وفي الطريق الصحيح، خلله جعله لم يقدم شاهد على أهمية الدين، لأن الإسلام والتوجيهات الإلهية لا يوجد فيها فتح باب للغفلة أين كان نوعها، والله تعالى يقول : «﴿وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً﴾.
فالغفلة توقع خللاً وإن كان صاحبها مؤمنا مجاهداً صادقاً حيا، لهذا نقول أن الشهادة والشهداء درجات والمقامات تختلف، القضية أنه يجب أن نأخذ بالطرق السليمة ونتفنن إن صح التعبير كيف يكون الشهيد؟! وأن يكون سلوكه أهدافه إيمانه نيته…حتى عند النية وعندما يأتي أسبوع الشهيد يهتموا الناس بزيارة الشهداء، يجب تذكر مواقفهم جهادهم صبرهم استشعار كل زميل فالبعض استشهد وهو بالاستعارة “لم يشبع شعير” وبعضهم استشهد وهناك حاجات رغب في اكمالها ونرغب في إعانته كان مريض أو اين من هذه الشواهد والنواقص، يجب أن تكون عبرة يجب أن يتفكر الناس بها عند زياراتهم في أسبوع الشهيد فكل شهيد له ذكرى في التضحية أو في العطاء أو في الصبر أو في السجون أو في أي جانب، وكل شهيد له موقف خالد يجب أن يتم تذكره ويجب علينا أن نتفكر فيه و نطبقه في حياتنا.
نسأل الله يقينا سواء السبيل ويحفظ سيدنا وقائدنا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ويعينه ويعين المجاهدين ويأيدهم وينصرهم وأن يحفظنا بحفظه ويرعانا برعايته وأن يجعلنا من القوم الذي يأتي بهم الله ويحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم وذلك فضل الله يأتيه من يشاء والله واسع عليم، وأن يجعلنا ممن يلتزمون بما قاله السيد حسين بدر الدين الحوثي حرفياً وأن يعيننا ويؤيدنا وينصرنا ويأهلنا ويتخذنا شهداء صادقين راقين يا الله يا الله..!!