الإعلام اليمني منبر “الطوفان” وصوت قضية الأمة
السياسية || صادق سريع
في زمن تسلط ماكينة الإعلام الغربي على عقول الشرق وتمدد أخطبوط شبكاته وقوة حضوره وتعدد أسمائه وأشكال ظهوره وتنوّع لغاته وجنون طفره تقنياته وسرعه نقله للكلمة وإستحواذه على المعلومة ودقة تلاعبه في مضمون القصة ومرارة سموم لدغات أهدافه.
وفي ظل الخضوع وموت الضمير الإنساني وبيع وشراء الذمم واستشراء النفاق البشري وانتشار أوبئة الذل والخنوع وبيع الكرامة العربية في أسواق النخاسة وإستفحال داء التذمر وفوبيا الإستسلام لإرادة مستعمري الصليب الجدد، واللهث وراء وهم السلام “الإبراهيمي” وحمى السباق المحموم على حجز المقاعد الأمامية في قطار التطبيع المعطل بشرر رصاصة الطوفان، يقف الإعلام اليمني بكبرياء صوته الحر نصيراً لقضية الأمة المركزية، قضية فلسطين.
يقدم الإعلام اليمني رسالته الإعلامية على خطى قيادته الثورية والسياسية وإنسانية مواقف الإنسام اليمني الحر النابعة من روح المسئولية وأصالة عروبيته في التعريف ودعم قضية الأمة المنسية وإيصال مظلومية الشعب الفلسطيني إلى أحرار العالم عبر منابره الإعلامية الرسمية الحرة وتسخير امكاناتها التقنية والمعلوماتية والبشرية دعماً للنضال الأسطوري للشعب العربي المحتل ومنبراً لنداءات أبنائه ودعوات أقصاه وقدسه وصوتاً لأبطال طوفانه حتى تحرير كل شبر من أرضه من دنس العدو المحتل.
بما أن الإعلام يُعد عاملاً من عوامل النصر أو الهزيمة، يجند الإعلام اليمني الكلمة والصوت والصورة تجسيداً لشعار الإنسانية “لستم وحدكم”، ممثلاً لصوت الشعب الفلسطيني داعياً الأمة اليمنية للإحتشاد والخروج المليوني في التظاهرات والمسيرات الشعبية وبث أخبار الوقفات الإحتجاجية اليومية المنددة بصلف الآلة الصهيونية وقصفها الوحشي وإجتياحها البري وعملياتها الدموية لمن ليس لهم حول ولا قوة من الأطفال والنساء والشيوخ في غزة.
يساهم الإعلام اليمني في إنعاش القضية الفلسطينية وتخليد ذكرى شهدائها وغرس قيم النضال في نفوس الأجيال ونقل معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم للعالم وأحراره ومأساة الحرب في غزة، وما يتعرض له الأبرياء من حملة صهيوصليبية شرسة لم يحدث مثيلها في ذاكرة أشرس الحروب وتاريخ البشرية، وكشف حقائق ما يحدث من قصف وحشي ومجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ والأمراض في المشافي وحجم الدمار لكل شيء في غزة الذي يعجز العقل البشري أن يتخيله.
يهتم الاعلام اليمني في نقل مظلومية الشعب الفلسطيني والانتهاكات والاعتداءات اللأنسانية التي تبرأ منها من لا يوحد الله ولا يعترف بحق إنسان ولم تخطر على بال عدو البشرية الأول أبليس اللعين، كما يفعلها أحفاد القردة والخنازير من بني صهيون على أرض المقدسات ومهبط الرسالات وموطن الأنبياء وثالث الحرمين ومسرى المصطفى عليه الصلاة والسلام وملاحم بطولات الفتوحات الإسلامية في غزة وكل أرض فلسطين.
يجاهد رجالات الإعلام اليمني في ساحات الجهاد الإلكترونية بالكلمة النقية من نفاق الأعراب في نصرة الدين والمقدسات الإسلامية ونضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، بينما يتفرج كثير من الإعلاميين العرب لما يجري في غزة كحال جمهور رياضي يتربع على مدرجات الملاعب لا حيلة له سوى التصفيق للأقوى إلى حين إعلان الفوز.
يلعب الإعلام اليمني دوراً رائداً في فضح الكيانات والجماعات التكفيرية التي ترفع رايات الجهاد وشعارات العداء للغرب ونداءات الفداء للإسلام والنصر لمقدساته.
فأين هي اليوم تلك الكيانات والهَبات الجهادية عن ما يحدث في قطاع غزة.. ألم تحرك دماء أكثر من 15 ألف شهيد نصفهم أطفال ونساء مشاعر الجهاد والغيرة فيها!؟
وأين تلك الشعارات والأسماء اللامعة والتسجيلات الرنانة التي كانت تذكرنا بزمن الخلافة؟
فلا تستغرب عن سر صمت تلك الكيانات الداعشية عن ما يحدث في غزة، ربما قد أصابها ما أصاب قادة العرب!
لم يخطئ الإعلام اليمني حينما شبّهها بالريبورتات البشرية التي صُنعت بطريقه غربية خصيصاً لمحاربة الإسلام فهي أي تلك الكيانات لا تشعل غضبها إلا على أبناء جلدتها ولا شىء غير ذلك تستحق التشبيه.
تكمن وظيفة الإعلام التي يجب على أي وسيلة إعلام القيام بها، أن تكون صوتاً للشعب والحارس لحقوقه، بمصداقية ونزاهة وفق أخلاق وشرف المهنة الإعلامية، على عكس ما تقوم به أغلب تلك الوسائل التي حصرت وظيفتها في الإطراء وتمجيد القادة وبث فعاليات الإحتفالات الوطنية والعروض العسكرية المهيبة وبث برامج الترفيه وحفلات الغناء والرقص ومسابقات اللهو التي تلهي المشاهد عن قضايا أمته وأحداثها المأساوية التي تجري هنا وهناك، وكلاٍ في فلكٍ يسبحون عما يحدث في غزة.
تختلف أهداف رسائل وسائل الإعلام المقدمة للجمهور من وسيلة لآخرى، علماً أن كلاها تضع شعارات المصداقية من أوليات أهدافها وترفع شعارات الحرية والرأي والرأي الآخر والدفاع عن الحقوق الإنسانية وفقاً لميثاق أخلاق المهنة، لكن سرعان ما تخرج أغلبها عن قواعد المهنة إلى إمتهان فبركة قصص الأخبار وتضليلها وتوجيه الجمهور على هواها ولغزة رباً يحميها.
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع